بقلم:ليلى
"لا أشعر بقدرة على البقاء وحيدة اليوم.." قرأها أخوها وأرسل لها: اتركي الدلع جانبا ونامي مبكرا لدينا الكثير لنقوم به غدا "لا أشعر برغبة للبقاء وحيدة.." ردت جارتها: كيف وحيدة أين أهل البيت؟ "لا أريد النوم لوحدي.." ردت صديقتها: أنت من اخترتي أن ينام كل منكما على مخدة منفصلة أليس كذلك؟ "لا أريد النوم وحيدة اليوم.. " ردت والدتها: لست وحيدة، أنا دائما بجانبك حتى وإن لم نغفو في نفس الغرفة كانت تضحك مثلنا جميعا، تكتب الأشعار، تعزف البيانو، تذهب للعمل صباحا وتعود عصرا، ترقص أحيانا وتستمع للموسيقى أحيانا كثيرة..
تتناول ما وجد من الطعام وتتكلم بالهاتف في طريقها للنادي الرياضي، كانت طبيعية للغاية، أو تحاول ذلك، لكنها فعلا كانت وحيدة، وكان كل من حولها مجرد معارف تلتقي بهم لتكمل بقايا يومها. لم تظهر عليها أعراض الاكتئاب ولم يلاحظ أحد حالتها النفسية الصعبة إلا عندما شهدت قطرات الدم على ألمها، حين رسم اللون الأحمر بتلات زهور على فراشها الأزرق.. دخلت للنوم، لم يعرها أحد أهمية.. قالت كثيرا.. لا أريد البقاء وحيدة اليوم.. لماذا كان وقع الجمله بسيطا على الجميع؟ أمسكت سكينا وقصت شرايين يدها واستلقت على سريرها، تغطت بغطائها وأغمضت عينيها..
ظلت تنزف طيلة الليل حتى فارقت الحياة.. الاكتئاب لا يظهر في روتين حياتنا، لكن قد يظهر بكلمات تخرج من قلوبنا على شكل رسالة أحيانا واتصال أحيانا أخرى، أو بنظرات عيوننا التي تخفي الدموع، بصداع رأس لا يتوقف ضجيجه، وصعوبة في تذوق الطعام والاستمتاع به.
ساعدوا أحبتكم ولا تهملوا أبسط إشارات المرض النفسي.. الكثير ممن حولنا متعبون نفسيا لكن هناك مرضى يفكرون بأذية أنفسهم.. ساعدوهم قبل فوات الأوان.
