بعض من ملامح الحزن

بقلم: هادي الاحمد 

ياه وكأن الامة العربية وفي هذا الوقت في متسع ورحابة لتقبل فاجعة تتبعها أخرى ؟ سيدات  واّنسات   وعنصر نسائي  تم قتلهن بكل برودة وانتفاء السبب ؟ ما هذا ومالذي يحدث في مجموع أمة العرب؟ هل هو تسلط ذكوري ؟ هل هي سيادة العقل الذكوري ونهش الذكورية للأنثوية في المجتمع ؟ 
في الغالب وبعد تحليل معمق لمشاهد تلك الاحداث المؤلمة التي حدثت لكل انثى بريئة نقية فان الدافع والسبب هو السطحية في الفهم غير العميق لمعنى الحداثة التي تحكم نهج الحياة الحالي بصورة عامة ، كيف ذلك ؟ ان الاندفاع الى السلوك الاجرامي مدان مرفوض حتى وان كان مسببا وله دوافعه ، فكيف بالحال ان  كان الاجرام والجريمة بلا سبب ؟ هو الدافع الوحيد سوء الفهم وظعف كبير في العقل والادراك من الجاني للحياة ولطبيعتها وهذه لوحدها مصيبة ان تعمق هذا العقل وهذا الاسلوب في التفكير وساد وانتشر بلا شك سوف تتحول طبيعة الحياة الى غابة مظلمة سوداء   لا نور ولا ضوء فيها .
انثى تقتل بلا ادنى تفكير للعواقب فقط تفكير لحظي مقيت أدى بالنتيجة الى جريمة هزت الوجدان والمشاعر ؟ والمصيبة الكبرى استمرار هذا المسلسل الجرمي وفي أكثر من بلد عربي ؟ فماذا يحصل اليوم داخل الحياة لدى الامة الامة العربية؟ أين الضمير واين العقل الرشيد الذي يقود الى السوية والاستقامة ؟ هل هذا هو الفهم الصحيح للحداثة والحضارة الجديدة وما يعرف بالعولمة ؟وبالاساس أين هي ادنى درجات التمسك بتعاليم الاسلام النبيل ؟ ذاب أفراد الامة في مياه العوملة كما يذوب السكر ؟ دون تمهل ولا روية بل التعجل والسرعة سيدة الموقف طامة كبرى هي يجب الانتباه فأين المختصين والخبراء؟ محزن هو حال الامة العربية اليوم حيث لا ينقصها ابدا بلاوي ولا مصائب جديدة يكفيها ما نخر جسدها الممزق الى أشلاء صغيرة لم يعد بالامكان ترقيعها ؟
باتت الحاجة اليوم شديدة الالحاح الى العودة الى الاساس والجذر الاصيل وهو  الاخلاق والتصرفات السليمة المستمدة من شرع الله ومنهاجه وهي الانسب في الحياة الى كافة مراحلها الزمنية مهما تغيرت واحتوت الشوائب الكثيرة؟  فشرع الله هو بناء الارض والعمارة فيها هو الاقتراب أكثر من كلمة ( نبيل وأصيل ) ،   فهل من سامع للصوت ؟  او أن العولمة هي السيد الذي يصدر الامر ولا ينقاش سلطوية هي دكتاتورية هذه العولمة من أين جائت وصارت المتبوعة الاولى حتى في بلاد العروبة والعرب ؟ متى اليقضة او أن السبات طويل ؟ البراءة تقتل ويتم الحزن لحظات زمنية ثم تعود الحياة بمساراتها لتحمل مثل الامواج العاتية الكثير من الألم والاوجاع و النحيب على البراءة نفسها  مظلومة هذه  الكلمة التي اسمها (براءة)  في عالم اليوم هل سيأتي  اليوم الذي تنصف وتكرم فيه ؟ او ان الصوت يسمع من أذن ويختفي من الاخرى؟ ويبقى البحث جاريا عن الموعد موعد اليقضة من ذلك السبات الذي طال حيث السلبية اقوى والايجابية تجهز للسفر من دنيا وبلاد اسمها العروبة والعرب؟ الى حيث مكان لم يعرف بعد يكون مستقرا لبراءة ومعها القلب النقي ؟ 
قال الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي واصفا حال الامة العربية بمجموعها     : ناموا  ولا تستيقظوا : ما فاز الا النوم )

البوابة 24