البوابة 24

البوابة 24

رسالة أبوعبيدة في ملف الأسرى ليس ذات الأهمية للإحتلال

رسالة أبوعبيدة في ملف الأسرى ليس ذات الأهمية للإحتلال

بقلم اشرف صالح

قال أبو عبيدة الناطق العسكري بإسم القسام التابعة لحماس , من خلال تصريح مقتضب أن هناك تدهور طرأ على صحة أحد أسرى الإحتلال لديهم , وفي خطوة ثانية لإستثمار الوقت قال أيضاً أنه سيخرج مرة أخرى لنشر بعض تفاصيل الحالة الصحية للجندي المأسور , وقد أجمع غالب المحللون سواء الإسرائيليون أو الفلسطينيون أن هذه التصريحات تهدف لتحريك المياه الساكنة بالنسبة لملف الأسرى والذي يعاني من تعنت إسرائيلي وإهمال واضح لهذا الملف , وبات المشهد وكأن الكرة في ملعب الإحتلال , لأن حماس تسعى ليلاً نهاراً بواسطة المخابرات المصرية بأن تكسب نقطة لصالحها تتمثل في إنجاز إتفاق وفاء الأحرار "2" باسرع وقت ممكن , بمقابل أن الإحتلال يماطل ويتحرك بدم بارد ومستعد لتأجيل هذا الملف لسنوات طويلة , وبالتأكيد فإن سياسة الإحتلال في كسب الوقت قد تكون لصالحه نوعاً ما وليس لصالح حماس , لأنه كلما أطال الوقت كلما إستطاع الإحتلال أن يعتقل المزيد والمزيد من الأسرى الجدد , وخاصة الأسرى ذات الأحكام العالية واللذين سيحلون محل الأسرى اللذين من المفترض أن يخروجون بموجب صفقة وفاء الأحرار "2" , ومع هذا وفي وسط هذا المشهد الذي يعبر عن تشنج وإستعجال حماس مقابل برود أعصاب الإحتلال , فإن أحد إيجابيات تصريح أبو عبيدة قد تتمثل في تحريك وإستفزاز مشاعر أهالي الأسرى الإسرائيليين , وبالطبع فإن أهالي أسرى الإسرائيليين لم يحدثوا تغير جوهري في ملف الأسرى كما شاهدنا في الثمان سنوات الماضية , ففي أسوأ الأحوال فإنهم سيطلبون أن يقابلوا رئيس الوزراء كي يحثوه على تحريك ملف أبناءهم , أو سيشتمونه ويتهمونه بالتخاذل من خلال وسائل الإعلام العبرية . والسؤال هنا وبغض النظر عن نية حماس وراء هذه الرسالة , هل رسالة حماس على لسان أبو عبيدة ستكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة للإحتلال وتعاطيه مع ملف الأسرى ؟ الجواب لا , لأن الإحتلال قرأ ما وراء الرسالة , سواء على مستوى تحريك المياه الساكنه , أو على مستوى إدارة حياة الأسرى المحتجزين لدى حماس , فالإحتلال إعتبر أن الرسالة تطمئنة أكثر ما تقلقه , فهي تعبر عن متابعة حماس المستمرة لصحة المحتجزين لديها لدرجة أنه بمجرد أن يصاب أحدهم بمغص ناتج عن نوبة برد ستقوم حماس بالإعلان عن ذلك , وفي المقابل وفي حال حدث موت مفاجئ لأحد الجنود المأسورين لدى حماس , فإن هذا الحدث قد يكون لصالح الإحتلال , لأن الجندي الميت سيكون أقل تكلفة من الجندي الحي , وهذا سيكون أقل ثمن بالنسبة للإحتلال . وفي جميع الأحوال فلا زالت تداعيات تصريح حماس على لسان أبو عبيدة قائمة وإن كانت ضعيفة , فالأيام القادمة ستشهد مزيد من التصريحات من الجانب الإسرائيلي وإن كانت عبارة عن إبر بنج للرأي العام الإسرائيلي والذي يعتبر هو الآخر باردأ تجاه ملف الأسرى المحتجزين , وستشهد مزيد من تحركات أهالي الجنود المأسورين وإن كانت ضعيفة كما أسلفت في مقالي , فالمشهد بشكل عام يعبر عن تشنج وإستعجال حماس بعد مرور ثمان سنوات , مقابل برود أعصاب الإحتلال . أشرف محمود صالح – فلسطين - غزة كاتب وإعلامي ومختص بالشأن السياسي

البوابة 24