بقلم: محمد جبر الريفي
(اعراس ايام زمان... رقصة الدبكة.وزفة فدعوس .)
...مضي الزمن الجميل بكل مظاهره الاجتماعية البهيجة التي تطرب النفس وتشيع الفرح في القلوب فاختفت من أعراس اليوم التي كانت تقام في مثل هذه الايام من شهور الصيف ليالي ما كانت تسمى بالجمعية حيث يجتمع الرجال في بيت العريس أو في بيت احد أقاربه الواسعة وكان لايسمع فيها من أصوات ذات نغم جميل ممدود سوي مواويل العتابا والميجنا وأغاني الدلعونه وكذلك ما كان يتم في الهواء الطلق حيث السامر والدحية وحلت بدلا من كل هذا الموروث الثقافي البديع سهرة الشباب التي تضج بالصخب جراء الاغاني العاطفية والرقص على انغامها كما اختفت رقصة الدبكة على إيقاع نغم الشبابة أو إلارغول..وكانت عادة تبدأ باثنين أو ثلاثة من الشباب بتشبيك الأيدي فلا يسمع حين ذلك إلا بإيقاع صوت الأقدام على الأرض .. مات الرجل الطيب فدعوس بوجهه الاسمر العريض المكتنز والذي يزينه شارب اسود كث كشارب الملك فاروق ملك مصر قبل ثورة 23 يوليو المجيدة فلم تعد تسمع في الليالي انغام موسيقى ألته النحاسية الصفراء الكبيرة حيث برحيله اختفت الزفه تماما من شوارع أحياء غزة القديمة غير أن اسمه تركه للآخرين من الفرق الغنائية التي تزف العريس هذه الأيام ويطلق عليها اسم فدعوس ... زمن جميل مضى برموزه التي ما زالت تنعش الذاكرة وحل بدلا منه زمن رديء من كل النواحي غابت عنه بهجة الحياة والشعور بالفرح حيث لا يرى المرء فيه كل يوم إلا وجوه مقطبة مهمومة بضنك الحياة وبؤس الواقع وعيون ذابلة لا تفكر إلا بموعد نزول الرواتب وشيك الشؤون الاجتماعية والمنحة القطرية وذلك بهدف الحصول على الشيكل لتوفير قوت اليوم . .؛؛ ..
