البوابة 24

البوابة 24

الكذاب

بقلم: ميسون كحيل

لم يعد لدي القدرة على احترام من لا يحترم نضالات الشعب الفلسطيني ومعاناته وتاريخه الطويل المقاوم للمحتل، والظلم و الاستبداد المرفق بالاستهتار، لم يعد لدي طاقة للصبر على كل من تجاوزوا المدى في تجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كذلك لم يعد لدي مجال للصمت والتظاهر بعدم السمع أو الرؤية لكل مشاهد التمثيل والعبث بالديمقراطية والحرية لكومبارس هذا الزمان. ولذلك كله وغيره من الحقائق والمشاعر وكل ما يندرج في مراحل القضية الفلسطينية لابد من الإشارة إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة ولفلسطين لا يوجد من وراءها أي فائدة للشعب الفلسطيني وقضيته؛ وانما ستكون القضية الفلسطينية في هذه الزيارة مجرد جسر عبور لتحقيق المراد منها؛ وهي توفير الأجواء لتحقيق أمن دولة إسرائيل الإحتلالية من ضمن جبهة عريضة لعدد من الدول الغالبية منها عربية بإمتياز ليس الهدف منها إيران وحدها بل فلسطين أيضا، و هي الهدف الآخر الذي سيتم تحقيقه في وقت متقدم من الزمن ومن خلال الضغط والتهديد لقبول حالة الإستسلام مزركشا بكذبة السلام.

 ولن يجد الرئيس الأمريكي أي مساحة حرية لتمرير أهداف أخرى من هذه الزيارة من أجل ايجاد موقف صارم و واضح من الآخرين تجاه روسيا، ومع الشعور الذي سيرافقه من هذا الموقف سيركز وسيصب كافة جهوده لتحقيق رغبة دولة الإحتلال وأهدافها، مستخدما أيضا مصطلحات السخرية والتمثيل مثل حل الدولتين، والحق الفلسطيني والقدس الشرقية، و تمرير كلمات و عبارات الاتهام المبطن للارهاب وضرورة محاربته  وايقاف العنف الفلسطيني امام الوديع الإسرائيلي! 

بصراحة لا ايجابيات منتظرة فلسطينيا من زيارة بايدن إنما هي فاصل مسرحي سيحاول من خلاله بأن يظهر وكأنه حريص على الديمقراطية وحقوق الإنسان، و هو في الحقيقة عكس ذلك، فديمقراطيته حسب مصالح دولته ودولة الإحتلال و مفهوم حقوق الإنسان لديه ان لا يصاب جندي اسرائيلي بأذى! فلن أتابع هذه الزيارة، ولن استمع إلى ما سيقوله الرئيس الأمريكي، ولن ألتفت أو أعطي أي اهتمام إلى حجم الإهتمام الفلسطيني الرسمي لهذه الزيارة، لأنها مشاهد معادة وأقوال مكررة، و كوميديا ساخرة بحيث أصبحت المشاهد السياسية تشبه تماما مشاهد الرئيس الأوكراني زيلينسكي و قد جاء من ينافسه! الرئيس الأمريكي مجرد رئيس يشبه كل من سبقه، و كل ما سيقوله مجرد كلمات لا معنى سياسي لها وهو ليس سوى رئيس مؤقت قد لا يكمل فترته و سياسي كذاب.

كاتم الصوت: الرئيس الأمريكي الوحيد الذي كان لا يفرق بين أقوال وأفعال الكواليس والعلن ليس سوى ترامب.

كلام في سرك: ضعفنا في أخي جاوز الظالمون المدى، وفي من جعل الإنقسام له مدخلا، وفي سيارات الجيب وهي تحمل المناضلين الجدد.

رسالة: المقاومة ليست عمل فردي، بل هي استراتيجية جماعية شاملة وإستمرارية. و دون ذلك فهي لعبة تمرير أهداف و مصالح من هنا وهناك على حساب فرد وعائلته. سامعين؟ (أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24