مثال للعطاء الايجابي

بقلم: هادي الاحمد 

من الامور التي تستحق اليوم الانتباه والتوقف عندها بعناية ودقة ، ذلك النموذج الياباني في الحياة الذي اثبت نفسه قويا منيعا دون أسلحة فتاكة وماشابهها من وسائل السطوة والاجرام البغيظ ؟ 
كيف تمكنت دولة مثل اليابان بشعبها من الوصول الى هذه الدرجة البليغة من التمكن والتمكين في الحياة ؟ وبأسلوب سلمي هو استراتيجية الهمة والنشاط الايجابي ، فما بعد مأساة ( هوريشيما  و ناكازاكي  المؤلمة  )  ، لم يصمت ذلك الشعب الياباني صمتا مطبقا كاتما للحياة مع انه يعيش في الواقع والحقيقة ؟ لم يبقى ذارفا للدموع  لتصير انهار جارفة وسيولا عارمة  ؟ لكن على العكس من ذلك أبهر العالم كله بكل فئاته البشرية اينما حلت وسكنت ، جد واجتهد وكان لكل مجتهد نصيب من تعبه وكده وصبره ، راح يبني يعمر أرضه يأمن بطاقات شبابه وبناته في اي حقل ومجال اشتغلوا وعملوا فيه  ، كانت الايدي كلها مجتمعة بيد واحدة هي العزة والكبرياء والسمو للوطن ( لليابان نفسه ) فكان لهم ذلك فهم اليوم قوة ساحقة فارضة لنفسها وذاتها بين كبار قادة العالم كله ودون اسلحة ولا سلاح ! بل باتباع اسلوب التمكين والتمكن ، تمكين الشعب من الابداع  دون غلق الابواب امامه ؟ دون كبحه ؟ دون تهميشه؟ لكن بسماع رأيه قولا وعملا فكان لهم لهذه الامة اليابانية النصر الكبير في معركة الحياة وهي  ( صفة الوجود ) ، هل يستغني عالم اليوم عن اليابان وشعبها ؟ هل يقدر على ذلك ؟ سؤال موجه الى باقي اعضاء النادي البشري ؟ الياباني اليوم مع  انه ليس مسلما ليس عربيا صار سيدا مهابا في دنيا الحياة كلها بكافة جوانبها واطيافها ، ومتاهاتها والتواءاتها ، وامواجها العاتية ؟  لكن الامة العربية اليوم وبمقارنة مع الياباني ماذا وما هي النتيجة؟ انتاج للياباني واستيراد للعربي ؟  ايراد للياباني ومصروف للعربي ؟  ان اردت بناء امة وشعب متماسك عليك اليوم كمعلم اول الايمان به تصديقه والصدق معه منحه راية الدخول الصحيح الى نادي الهمة والعزيمة كما طبقت   ذلك دولة اسمها ( اليابان) ، ودون شعارات براقة فالانجاز ليس بطول الكلام ولا فصاحته لا انه بتحويل هذا القول الى عمل ايجابي على أرض الواقع حقيقة يلمسها الانسان وكل مخلوق يعيش على الارض ؟  انجزت اليابان  فائدة كبيرة للبشرية مع انها ليست على دين الاسلام النبيل ولا تقوم اساسا على اي  دين ؟ اذن اين المعضلة يا امة الاسلام والعروبة تملئين الارض يوميا دموعا تفيض منها بحارا وجداول وانهارا  ؟ متى الصحوة واليقضة ؟ او ان التقليد والاستهلاك نمط الحياة الذي ساد واثبت نفسه يا امة  وصل ريحها الطيب يوما اصقاع الكون كله انجازا وحضارة لكنها كانت ماضي فهل سيعود يوما نترك الاجابة مفتوحة لقادم الزمن والايام المقبلة  ؟؟ فالشجرة مازالت تنتظر من يغرس من يفلح الارض ومن يجني الثمر ؟؟ فالحياة ونتاجها ليس بالعاطفة ولا بالدمع المنهمر ؟؟

البوابة 24