بقلم:هادي الاحمد
في متابعة لمجريات الاحداث المتسارعة في منطقة الشرق الاوسط ، تهل على المنظومة العربية وبشكل متتابع حزمة من القوانين الغربية في طابعها والغريبة في أساسها وأصلها عن ابنائها من الامة العربية وهم اكثر ساكنيها ، فمن قوانين وتشريعات الدعم والمساندة لحقوق المرأة ؟ الى مثلها في ما يتعلق بالاسرة والطفل والحياة العائلية والاسرية ؟ وكلها ضمن حجة واحدة هي التمكين والتقوية لهذه الفئات المسكينة المهمشة حسب قول أصحابها والساعين لتثبيتها واقرارها واقعا في الحياة .
في هذه المنطقة نفسها هل ظلمت المرأة العربية ؟ هل ظلمها الاسلام الطيب ؟؟ هل ظلمتها والطفولة القوانين والتشريعات العربية ؟؟ ؟ هل وقع عليها وعلى الطفولة الحيف والبأس والجور ؟ هل قيدوا عنوة وجبرا بالسلاسل ؟ الاجابة بصورة جلية واضحة هي ( لا ) ، حيث اعتلت المراة العربية اليوم اعلى المناصب الوظيفية والعملية سواء كان ذلك في الوظيفة الحكومية او في القطاع الخاص ، شاركت في الندوات والمحاضرات منحت الثقة والفرص الكثيرة والوفيرة ، علما وتعلما ثقافة ومعرفة ولأعلى الشهادات العلمية ، فكانت الى جانب الامومة بعد الزواج صانعة الاجيال وسيدة التربية والتعليم ، فكيف تظهر اليوم بصورة البائسة مكسورة الجناح والخاطر ؟ لتأتي بعض المنظمات الغريبة مدافعة عنها وعن عالم الطفولة والبراءة ؟ وبشراسة غير معهودة وبأسلوب مبطن ظاهره طلب الحق وباطنه ابعادا واهدافا سرية اهمها :
تفكيك المجتمع العربي وبنيته وهو كذلك فالعائلة والاسرة العربية هي اساس كل مجتمع وعموده الصلب المتين ؟ الذي يمده بطاقة الاستمرار ومواصلة طريق الحياة بناء وتعميرا ؟ لكن ذلك لم يعد يرضي بعض الفئات البشرية واهمها ( اسرائيل ) التي لها اليد القوية في عالم اليوم ؟ وتحديدا في منطقة الشرق الاوسط حيث التقاء مصالحها الوجودية مع مصالح بعض المنظمات العالمية تفرقة وتمزيقا لجسد الوطن العربي دون رحمة ولا سكون ؟ نعم هو الحال كذلك تسير امور النساء وعالم الطفولة العربي بصورة عامة الا ما ندر بشكل جيد واقعا ملموسا ، ومعه نموا متتابع مع الزمن ،، لكن اسرائيل اليوم وهي الطامحة الى مشروعها التسلطي الجارف عنوة وجبرا لا تترك فرصة الا وجيرتها لصالحها ومنفعتها ؟ وطن عربي ظعيف ممزق مليئ بالجراح تزيد جراحه تعمقها حتى لا ينفع معها خياطة ولادواء يذكر ؟
في الغالب الاعم حال النساء والطفولة العربي ضمن الجودة معقول مقبول لكن اليوم وبين الحين والاخر تظهر احتجاجات في وسائل الاعلام والتواصل وفي الشوارع العربية مطالبات الى ماذا ؟ وما هو هدفها ؟ ماذا يريد صانعوها ومحركيها ؟ كله مبهم في حقيقته لانه بعيد عن الحق والعدل والحقيقة ؟ حيث الامعان والتمعن يقدمان الصورة الصحيحة عن دعوات هدامة للمجتمع العربي ليس غرضها الاصلاح بقدر ما هو الاعجاز والتعجيز للوصول الى الفرقة والهدم ؟
باتت الحقيقة واضحة لاسرائيل وأذنابها اليوم المصلحة الكبرى لشرذمة المجتمع العربي وتقزيم انجازاته واظعافه وبنيته الاساسية وهي الاسرة والعائلة ، تدخل في تشريعات الزواج طابعه وطبيعته؟ كينونة البناء الاسري؟ اساسيات البيت العربي؟ حتى الطفولة لها تشريعات جديدة حيث الطفل عربي النشأة سيصير غربيا طابعا وتطبعا وهو عربي فأين أصالة العروبة وثقافة الامة العربية واعرافها وتقاليدها التي تميزها عن غيرها من امم هذا العالم الكبير ؟
على الناس اينما كانوا في بلاد العروبة والعرب الحذر كل الحذر من مثل هذه الدعوات الهدامة المستمرة والمشتعلة نيرانها حاليا بضراوة لاجل الطابع الاسرائيلي ومعه الغربي تمكينا وارساءا للجذور ، وهذا ما اكدته زيارة بايدن في الاسابيع الماضية ودعوته الصريحة الى التمكين الاسرائيلي في البلاد العربية ؟ على الكل العربي اليوم التوقف عند هذا المصلح ودلالاته ومعانيه فهو الدواء االفاسد الذي لا شفاء منه وهو السقوط في بئر العولمة والغرابة عن حياة العروبة بجوهرها ومضمونها ؟ فهل من سامع قارئ ام على قلوب اقفالها ؟ لعل الزمن القادم كفيل بالاجابة والجواب ؟؟
تدخلات متتابعة ومن تحت الطاولة ومن فوقها ؟ ذات هدف واحد هو غربلة العقل والفكر العربي ليشمل كافة فئاته من الطفولة حتى الشيخوخة ؟ فرمتة مقصودة لطمس الماض بحبر ماحي لاثاره وعلاماته، وبناء جيل يقبل الغرب واسرائيل كما هما عنوة ؟ وتمحى كل الاصالة وتوابعها ؟ ليحل الاقوى حياتيا والاكثر تمكنا اليوم ؟
ويبقى في الفم سؤال السطر الاخير: أهل مكة أدرى بشعابها ، فلماذا يتدخل الغريب ومعه الكثر من الغرباء ؟ أين هي هيبة العروبة والعرب ؟هل ذابت كما يذوب الملح في الماء في غياهب المادية المحدثة ؟
