البوابة 24

البوابة 24

قراءة نقدية في الموقف والأداء الفلسطيني

 بقلم أ.د. خالد محمد صافي

يبدو أننا بحاجة إلى وقفة نقدية جدية على كيفية صنع القرار، وعلى مستوى الأداء. الاختراق كبير، والضحايا كثر، والخطابات عنترية. والواقع الفلسطيني في الأماكن الأخرى دون المستوى المطلوب، والواقع العربي منبطح ومتواطىء والواقع الإقليمي متفرج، والواقع الدولي داعم للكيان الغاصب. العدو استعد جيدا، واختار ساعة الصفر، لابد من التقييم الجيد الوضع، وعدم الانجرار. عليك أنت أن تختار الوقت المناسب لتضرب ضربتك، وتنفيذ خطتك، وليس اللعب مكشوفا في توقيت ليس توقيتك، العدو أفرغ الغلاف، ونصب بطارياته، وأعد بنك أهدافه، وحرك للأسف جواسيسة داخل التنظيم وخارجه. وحدد مكان كل لاعب في رقعة الشطرنج. اذا لم يكن لديك خطة إبداعية تربك حسابات العدو فلا تواصل اللعب وظهرك مكشوف جيدا للعدو. يعرف خطواتك لأنها ألفها، وتدرب على كيفية تلافيها، إن لم يكن لديك خطوات إبداعية مفاجئة تغير قواعد اللعبة، عليك الانسحاب بهدوء وعقلانية، وبلاش الخطابات العنترية. اعد تنظيم صفوفك، واختر عناصرك بدقة أكثر حتى تأمن الاختراق. اختر انت التوقيت المناسب، أربك العدو بابداعك المستمر غير التقليدي. 
قلنا مرارا وتكرار المعركة الحقيقة يجب أن تكون في الضفة والقدس، لأنه هناك الاستيطان والتهويد مستمر، يجب إنضاج ظروف مقاومة في الضفة، في جنين ونابلس والخليل وكل شبر هناك، لابد من حالة اشتباك يومي مع التهويد والاستيطان، لابد من الاستعداد لانتفاضة قوية هناك تواجهه مخططات التهويد والاستيطان، وأن تكون غزة الداعم والمساند، وقوة الردع عند الحاجة. 
      وتجدر الإشارة هنا أن الكيان الغاصب هو من ينقل المعركة سريعا الى غزة، حتى يبعد الأنظار عن سياسته وإجراءاته في الضفة الغربية والقدس، وكأنه يقول إن الوطن للفلسطينيين غزة، وان المعركة هناك في غزة، ولا مشكلة لديه في الضفة فهو يلتهمها وسط سلطة وظيفية عاجزة، وقيادات تبحث عن امتيازات، وأجهزة أمن تلاحق المقاومين. يريد الاحتلال أن يقارع غزة ويلتهم الضفة هذه هي معادلته.
   هنا يجب الوقوف والتقييم أين نستعد ومتى نقاوم، وكيف نربك حسابات المحتل، وكيف تنقل المعركة إلى كل الجبهات، الضفة والقدس اولا، عرب 48، الجاليات الفلسطينية في الخارج. وان تكون الضفة الغربية والقدس رأس الحربة، والخنجر الذي يغرس في قلب سياسة الاستيطان والتهويد. هناك المعركة الحقيقية ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه الذين أصبحوا مليشيات تغير على القرى الفلسطينية. هناك معركة الوطن والقضية وبوصلة المشروع الوطني الذي يجب أن تستثمر فيها فصائلنا جل قوتها وإمكانياتها.    

غزة
7/8/2022

البوابة 24