البوابة 24

البوابة 24

الخروج من الحفرة!

بقلم:ميسون كحيل

سألت البنت أمها متى نستطيع أن نركب الطائرة و نسافر مثل صديقتي وأهلها؟ و أول ما خطر على بال الأم أن تسأل ابنتها، صديقتك ابنة من؟ وبعد أن أجابت البنت أمها، قالت لها وجهي سؤالك إلى والدك عندما يعود إلى البيت! وصل والدها إلى البيت ولم تمنحه فرصة للراحة وأخذ نفس بعد يوم تعب و شقاء؛ لتوجه له السؤال ذاته، فرد عليها مباشرة من هي صديقتك هذه؟ ومن هو والدها؟ فأجابته ابنة فلان، فرد عليها مباشرة عندما يصل أخوك البيت، وليكن سؤالك له! وبقيت البنت تنتظر عودة أخيها، وقد تأخر الوقت وغلب عليها النعاس ولم تتمكن من الإنتظار حيث لا يعود أخيها إلى البيت إلا في وقت متأخر من الليل.

في الصباح كان أخاها نائماً واضطرت للذهاب إلى مدرستها قبل أن تسأله، وفي المدرسة لم تتمكن البنت من نسيان ما يشغل تفكيرها؛ لذلك اضطرت لتوجيه سؤالها إلى معلمتها، وهو ذات السؤال متى نستطيع ركوب الطائرة والسفر مثل صديقتي؟ وبشكل مباشر سألتها المعلمة ومن تكون صديقتك؟ ومن هو والدها؟ وكان رد البنت، لتطلب منها المعلمة الذهاب إلى مديرة المدرسة لتسأل السؤال ذاته! وعندما وصلت مكتب المديرة، وقالت لها عندي سؤال فهل أستطيع أن أسأل؟ قالت لها المديرة تفضلي، فسألتها أيضاً نفس السؤال ليكن جواب المديرة مباشرة ومن هي صديقتك تلك؟ ومن هو والدها؟ وبعد أن أجابت البنت كان رد المديرة اذهبي و وجهي سؤالك هذا إلى والديك! وهنا أدركت البنت أن لا أحد يريد أن يجيب على سؤالها، ولم يبق أمامها سوى أخيها التي لم تستطع أن تسأله لظروف تأخره في العودة إلى المنزل. فقررت في اليوم التالي إنتظار أخيها مهما تأخر في عودته. وفعلاً انتظرت البنت حتى عاد أخيها الذي استغرب انتظارها له لكنها قالت إن لديها استفسار لم يستطع أحد الإجابة عليه، فقال لها أنا أسمع، سألته سؤالها المعتاد، لكنه لم يفعل كما فعل غيره، ولم يسألها عن صديقتها أي سؤال لا من هي ولا من هو والدها، واكتفى بالقول اذهبي إلى فراشك فأنا مرهق وغداً صباحاً سأقول لك ما تريدين وسأجيب على سؤالك.

 فرحت البنت وكبر معها الأمل في معرفة الإجابة من أخيها وذهبت للفراش. وفي الصباح الباكر نهضت من نومها على أصوات صراخ وبكاء لتجد أن أخيها قد توفى قبل أن تشرق الشمس؛ فحزنت وبكت على شقيقها الذي تفاجأت برحيله وفقدت الأمل مجدداً بمعرفة الإجابة التي انتظرتها، وقد وعدها بها أخوها الذي رحل. و شعرت هنا أنها كمثل من وقع في حفرة ولا يجد مخرجاً وهذه هي قصة البنت التي اسمها فلسطين التي تدور في دائرة مغلقة والأمل في الخروج من الحفرة.

كاتم الصوت: إنقسام كالحفرة دون مخرج

كلام في سرك: كلما توفر أمل في مخرج يتم إغلاقه.

سؤال: متى نستطيع أن نركب الطائرة و نسافر مثل صديقتي وأهلها؟ (أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24