فلسطين - البوابة 24

منذ أن دخل الأمير محمد بن سلمان، دائرة الحكم بعد توليه منصب وزير للدفاع ثم ولي العهد، شهدت المملكة العربية السعودية محطات وأحداثا مثيرة للجدل.

وبالرغم من نجاح الأمير السعودي، في إدخال العديد من الإصلاحات والتغييرات على المجتمع والاقتصاد، والتي جاءت في مقدمتها السماح للمرأة بقيادة السيارة، إلا أن المملكة تشدّدت في تعاملها مع رموز دينية وثقافية وحقوقية.

ويشار إلى الأمير محمد، على أنّه المحرك لرئيسي للسياسة الخارجية التي تتّبعها المملكة.

من هو الأمير محمد بن سلمان

ولد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في 31 من شهر أغسطس عام 1985م في مدينة الرياض، وهو الابن السادس للملك سلمان بن عبد العزيز، ويشغل في الوقت الحالي منصب ولي عهد المملكة العربية السعودية، ونائب رئيس وزراء المملكة، ومنصب وزير الدفاع، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

حرب اليمن

منذ مارس 2015، وتقود السعودية تحالفًا عسكريًا في اليمن لدعم قوات الحكومة المعترف بها دوليًا، وفي مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وذلك بعد مرور أسابيع قليلة من تسلم ولي العهد منصب وزير الدفاع.

ووجهت عدة منظمات حقوقية اتهامات لطائرات التحالف بالتسبب في قتل مدنيين في اليمن، ومن بينها ضربة جوية شهدتها صعدة شمال صنعاء في 2018، قتل فيها 51 شخصا بينهم 40 طفلا، بحسب إحصائيات اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

قطع العلاقات مع قطر

وفي يونيو 2017، قررت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، واتّهمت الدول الأربع الدوحة بدعم جماعات إسلامية متطرّفة والتقارب مع إيران، وهو ما نفته الإمارة الثرية.

وتزامن قرار قطع العلاقات مع إجراءات اقتصادية أخرى بينها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية، ومنع استخدام المجال الجوي وفرض قيود على تنقّلات القطريين.

وأشار المراقبون، إلى أنّ قطع العلاقات مع قطر جاء تزامنًا مع سياسة خارجية متشدّدة بدأت تتبعها المملكة منذ تسلم الأمير محمد منصب ولي العهد.

حملة مكافحة الفساد

وفي سبتمبر 2017، قامت السلطات بوقف نحو عشرين شخصًا في أوساط رجال الدين النافذين والمثقفين، وفي 4 نوفمبر من العام نفسه، قرر ولي العهد إطلاق حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد.

وتحول فندق ريتز-كارلتون، الفخم في الرياض لمدة ثلاثة أشهر، إلى “سجن ذهبي” لعشرات الأمراء وكبار مسؤولي ورجال أعمال المملكة الذين كانوا في صلب حملة، في حين قالت السلطات إنها تهدف إلى “مكافحة الفساد”.

وتم الإفراج عن المشتبه بهم، وبينهم الأمير الملياردير الوليد بن طلال، بعد التوصل إلى “تسويات” مالية مع السلطات.
كما قامت السلطات بتنفيذ حملات اعتقال أخرى، استهدفت مجموعة من الناشطات الحقوقيات في مايو 2018 قبل السماح للمرأة بقيادة السيارة، وعددا من الكتاب والصحافيين في نوفمبر 2018.

مقتل خاشقجي

في الثاني من أكتوبر 2018، فقد أثر الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول  بعدما دخل قنصلية بلاده.

وبعدما ظلت الرياض مصرة على أن خاشقجي غادر قنصليتها حيّا، قالت بعد أكثر من أسبوعين من ذلك أنه لقي مصرعه في شجار و”اشتباك بالأيدي” نشب بعد خلاف وقع بينه وبين أشخاص التقاهم هناك.

في حين أكدت النيابة العامة السعودية، في وقت لاحق أنّ الصحافي حتم حقنه “بجرعة كبيرة” من مادة مخدرة قبل أن يتم تقطيع جثتّه، التي لم يعثر عليها بعد، في قنصلية المملكة في إسطنبول.

وفي 23 ديسمبر 2019، أصدرت السلطات أحكامًا بالإعدام على خمسة أشخاص، وبالسجن على ثلاثة آخرين في قضية مقتل خاشقجي، لكنّها قرّرت الإفراج عن نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد العسيري وعدم توجيه اتهام لسعود القحطاني المستشار المقرّب من ولي العهد.

وأثارت القضية ردود فعل دولية مندّدة أضرّت بصورة المملكة وبولي العهد بشكل كبير، خصوصًا بعدما اتّضح أن جسد خاشقجي تعرّض للتقطيع بعد قتله، ولم يتم العثور على جثته بعد.

وكشفت تقارير أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ترجح أن يكون الأمير محمد، الذي يمتلك نفوذ واسع في دوائر صنع القرار في الحكومة السعودية، أمر بتنفيذ عملية القتل.