بقلم: منى الفارس
اول يوم تفارق فيه حضني الدافئ اليوم شعرت ان قلبي يقفز من صدري ليذهب الى مكان لم يعتد عليه ويقابل اناس لم يعتد رؤيتهم وانا الان جالسة وحيدة في البيت اذرف الدموع ومن غيرك كان يصبح علي ويطلب مني كاس الحليب والساندويش ويزعجني بطلباته المتكررة وكنت اقول لك خلص حبيبي اتركني اشرب قهوتي برواق وهدوء.
ها انا يا قرة عين امك، اليوم اشرب قهوتي وانت بعيدا عني ولكنني لست برواق ابدا وانا بعيدة عنك، اتهمم بين لحظة واخرى بمسك الهاتف والاتصال بمعلمتك لأطمئن عليك ولكني اتذكر قول المعلمة لا تخافي عليه، اتركيه سيتعود علي لا تتصلي كثيراً حتى لا يتشتت دعيه يعتمد على نفسه ويتعود علينا وعلى زملائه.
اترك الهاتف واقوي نفسي نعم صحيح سيتعود حبيبي، واكلم نفسي " انا التي بحاجه لمن يعودني على غيابه" خلال هذه الساعات انظر الى ساعة الحائط واحسب كم بقي من الوقت ليعود لي طفلي يشتعل قلبي حرقة وتزداد نبضات قلبي سرعةً وانا أنتظر وتكثر رنات هاتفي لاستقبال مكالمات الهاتف من الأهل والاصدقاء يباركون لي بذهاب ابني للمدرسة وهم فرحين بهذه المناسبة وانا اقابلهم بضحكة حزينة فانا بالأحرى من تحتاج لمن يواسيها ويشجعها وينسيها الم الفراق وليس المباركة فقط. ولكنك يا بني اليوم كبرت وان الأوان لتفارقني لساعات معدودة وتذهب لتعيش حياة جديدة تكون بداية طريق تخط من خلالها نجاحات وامتيازات في هذه الحياة، وتبني علاقات جديدة تكون الجدار الذي يحميك ويسندك في هذه الحياة المدرسية الجديدة، من اليوم بدأت مرحلة جديدة في عمرك تصقل فيها شخصيتك لتصبح فيما بعد شابا متميزا ناجحا في حياتك ليكبر عمرك فيها وتكبر طموحاتك واحلامك لتغدوا شاب مستقلا بقراراتك، فأنا من كانت تختار الالعابك وملابسك ونوعية الاكل سيأتي يوما تكون كبرت فيه وتصبح شابا تختار لنفسك كل ما تحتاجه وترغبه من حاجات وقرارات تناسب حياتك وستختار لي ايضا الهدايا وكل شيء تشعر انني احبه وارغبه وباذن الله ستكون سندا وكتفا لي اتكأ عليه لمواجهة ازمات الحياة فألى ان يأتي ذاك اليوم تذكر طفولتك معي وتذكر لهفتي عليك وتذكر دموعي المنهمرة لحظة تسليمي يدك ليد معلمتك حماك الله يا طفلي ودامت البسمة على شفاهك.