محمد الشاعر

وسُئلنا عن البكاء
قُلنا: لا ندري.
وسُئلنا عن الليل،
قلنا: لا ندري.
وسُئلنا عن الحُبّ، 
قلنا: لا ندري.
ثم سئلنا عن الوطن، 
قلنا: هو كلُّ هؤلاء
غيرَ أنّا نُفينا في أوطاننا. 

لا زلتُ أذكر ذلك الليل:
أقبلَ علينا مبتسماً 
مثل هلالٍ يتكئُ على سوادِنا 
قال: صباحُ الخير يا أبنائي! 
أجبْنا: ألستَ الليل؟!
قالَ بلى، ولكن لكي يطمئنَّ قلبي. 

كذلكَ تماماً جرَّبَنا الحُبّ
لم يسألْنا شيئاً.
مثل شيطانٍ يمكرُ بطفلين،
في يدِ أحدِهما قطعةُ حلوى،
جرَّبَنا،
ولم يسمحْ لنا أن نُجرِّبَه إطلاقاً. 
وبكينا ...
بكينا طويلاً،
ولم نجد رشة ملح نذوق بها طعامَنا. 

ثم سُئلنا عن المنفى، 
قلنا: لا ندري!