البوابة 24

البوابة 24

أطفال فلسطين يترقبون فرحة هلال الراتب

بقلم: منى الفارس

أطفال فلسطين يترقبون فرحة هلال الراتب حيث يوفي الاباء والامهات بوعودهم التي وعدوها لما ينزل الراتب رح اشتريلك لما ينزل الراتب باخدكم مشوار على الالعاب لما ينزل الراتب بدفعلك قسط المدرسة او بكملك علقسط لما ينزل الراتب رح اطعميك الاكل او الحوى الي جاي عبالك . يتحضر الاطفال بتوتر وخوف ان يكون الراتب لا يكفي لتلك الرغبات والوعود. ان لحظة وصول رسالة البنك على الهاتف يتهافت الجميع لقراءاتها واذا روا فرحة في عيون ابائهم وامهاتهم يفرحون ويبدأون بالقفز واثقين من تلبية رغباتهم واحلامهم اما اذا رأوا اصفرار وجوه والديهم وفرك يديهم ببعضها وطأطأت رؤوسهم مع برطمة الدعوات ومنها حسبيا الله ونعم الوكيل. لحظتها الاطفال يحبطون واحيانا يطلقون نفس الدعوات وينصرفون بعيدا عن والديهم لان الام تغمزهم وتقول لهم بسرعة يلى على غرفتكم، اتركوا والدكم وذلك حرصا وخوفا على ان يفش خلقه وقلة حيلته بهم ويقلب الطاولة وتطول يداه حاجيات البيت ويكسرها . انا لا اهول الموضوع بل على العكس انقل بحذافيره ما يحدث في بيوت معظم العائلات محدودية الدخل فكل التزاماتهم الحياتية والمعيشية والاجتماعية ترحل لنزول الراتب وكان هذا الراتب الحزين سيوفي بهذه الاعباء والالتزامات متناسين ان هذا الراتب وهو المبلغ المتدني ما هو الا لسد رمق عيشهم كرجل في الصحراء مصاب بالعطش الشديد فيمسك قربة الماء ومتيقن انها فارغة لينقط ما بقي بها في جوفه ليسد رمقه ولكن هذه القطرات لا تسد رمق عطشه ولا تترك طليقا ليبحث عن فرصة اخرى لليروي عطشه. عادت بي الذاكرى لسنوات طفولة ابنا اخي عندما اعود للبيت محملة بالاكياس الزواكي لهم يبدأون بالتصفيق والنشيد نزل الىاتب نزل الراتب وانا اقابلهم بالضحكات دليل على ان معنوياتي عالية انني استطت ان ادخل الفرحة على قلوبهم. والى انا الان كل يوم يسالني مراد وعبود وزينة وميمي ومحمد المقربين الى قلبي لما ينزل الراتب وين حتاخدينا وايش رح تطعمينا وانا اصبرهم بوعود ليست عالية القيمة حتى اكون واثقة من تلبيتها فانا لا امارس الخداع مع الاطفال ولا مع الكبار خاصة الاطفال فهم اصحاب ذاكرة حية لا ينسون الوعود المنقوظه.، فبرائتهم لا تجعلعهم يعوون ان هناك في الحياة مراوغة في كثير من الوعود الدبلوماسية . فرجاءا منكم يا مسؤولينا لا تخذلونا وتصغروننا اما اعين اطفالنا كي لا يتوراثوا منا الخذلان والجبن وفن الكذب والمراوغة وطاطأة الرؤوس . نحن ابائهم قدوتهم يؤمنون اننا اذا وعدنا نوفي واذا قلنا صدقنا ولكن عذرا يا اطفالي فنحن نوعودكم ولكن ايفاء الوعود ليست بايدينا.

البوابة 24