فلسطين_ البوابة 24
تقترب الذكرى الأربعين، لمجزة صبرا وشاتيلا التي تعتبر من أبشع مجازر العصر الحديث، التي وقعت بالتحديد عام 1982 خلال حرب لبنان الأولى، عندما دخل مقاتلو الكتائب المسيحية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بتواطؤ ومساعدة الاحتلال الإسرائيلي، وانتهى بهم الأمر بقتل المئات من اللاجئين.
تفاصيل مجزرة صبرا وشاتيلا
وأجرت مايا بوانوس، الكاتبة في صحيفة معاريف، سلسلة من المقابلات مع مسؤولين إسرائيليين سياسيين وعسكريين مطلعين على تفاصيل المجزرة، ومن بينهم الجنرال عاموس جلعاد، الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الذي ادعى أن "المنظمات الفلسطينية حولت لبنان إلى قاعدة لعمليات مسلحة ضد إسرائيل بشتى الطرق"، وتنفيذ عمليات بحرية مثل مهاجمة الطريق الساحلي، وإطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه الجليل، ومع مرور الوقت أنشأت دولة داخل دولة ".
وأضاف جلعاد: "المسيحيون الموارنة الذين اعتبروا الفلسطينيين والسوريين أعداءهم انضموا إلى إسرائيل وقدموا أنفسهم على أنهم حلفاء موثوق بهم، وتخيلت إسرائيل أنه بعد توقيع مصر على اتفاقية كامب ديفيد، فستكون لبنان من خلال حكومة مسيحية الدولة الثانية التي ستوقع على اتفاقية سلام معها، لتمهيد الطريق أمام دول أخرى في المنطقة، ما دفع الإسرائيليين إلى فكرة إخراج المسلحين الفلسطينيين من لبنان، لكن يبدو أن الحلفاء المسيحيين الجدد لم يفضلوا تلك الخطة، لأنني عملت معهم عبر جميع القنوات العسكرية والسياسية والاستخباراتية.
دعم بشير الجميل
وأوضح أن إسرائيل ساعدت بشير الجميل الزعيم الماروني في ذلك الوقت، كما في علاقاتها السرية والعامة، مثل دعم بعض الدول بالمال والسلاح والاستخبارات، دون مساعدتهم جسدياً من خلال جيش الجنود الإسرائيليين، حتى اغتيل الجميل في 14 سبتمبر 1982 على يد عميل المخابرات السورية.
وواصل أنه كان في مكتب الجميل عندما تلقى رسالة نصها:" طالما أنك من محبي الإسرائيليين فسوف نتسامح مع ذلك، ولكن إذا كان هناك زواج فسيكون هناك أرامل أي إذا وقعت سلاماً معهم سنقتلك وذلك ما حدث في النهاية ".
جدير بالذكر، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول التنصل من مسؤوليته التاريخية والجنائية عن مجزرة صبرا وشاتيلا بين الحين والآخر، وتحميل الموارنة فقط المسؤولية عن تنفيذها، رغم السماح لهم من أعلى المستويات في إسرائيل بمهاجمة المخيمات.
