البوابة 24

البوابة 24

أواه يا حيفا العار يغمرنا من رؤوسنا لأخمص اقدامنا

بقلم:منى الفارس

أواه يا حيفا كم اتتوق لألقي بنفسي في احضانك احاكي جدران منازلك اتلمس ابوابها لعلها تنطق بكل الاهات التي تخبئها في مسامات جدرانها. لتحاكين عن ذكريات من كانوا ساكينيها. اتتوق ان انثر ذرات ترابك على وجناتي لاتيمم بترابك الطاهر وانال الطهارة الأزلية .

اتتوق يا حيفا أستنشق هوائك المعطر بكل ما أوتيت من شغف وجشع لاحصل على ما يشبعني ويعوضني غيابي عنك، سنين ضعت فيها وتشردت وانا بعيدة عنك.

اواه يا حيفا كم اتوق الى ان ارمي جسدي في بحرك واغطس الى اعماقه سبع مرات انطق في كل مرة الشهادة والتسبيح، لعلي أتطهر من ذنب اقترفته بظني السيء انه سيكون في مقدوري نسيانك، نعم اعترف لك اني حاولت انساك واشغل نفسي بغيرك من المدن واردد في نفسي اننا خسرناك وهيهات هيهات ان نعود لك وتعودي لنا، واجلد نفسي بسوط الكلمات " اننا لا نستحقك لو كنا نستحقق لما خسرناك واكرر في تمتمات مخجلة، لا يسمعها احد سوى قلبي انك سلبتي وسقط مع السنين حق المطالبة بك، دائما ما كنت اشعر بالخزي، كشعور اب حزين منكسر مطأطأ الرأس والهامة لخسرانه ابنته التي خطفت امام عينيه فلم يستطع الدفاع عنها وحمايتها ولم يستطع إستردادها ورغم مرور كل هذه السنين لم يستطع نسيانك .

اواه يا حيفا إن العار يغطينا من رؤوسنا حتى أخمص أقدامنا انه عار الجبن وعار الخذلان الذي اقعدنا فلم نستطع بعده غسل هذا العار بتحريرك واسترجاعاك. نعم نعم يا حيفا من سلفونا قتلهم اليائس والخذلان ولم يستطيعوا ارجاعك لكن أحفادك واحفاد احفادك لن يسلوك يوما ولن يتخلوا عنك.

كم رددوا القائلين على مسامعنا التحرير والعودة لحدود ٦٧. نهز راسنا من اليمين للشمال متمردين قائلين فبغير البحر والنهر لن نكون قانعين، فالبحر لنا والنهر لنا وحيفا لنا يافا لنا عكا لنا راس الناقورة لنا وكا ذرة تراب فيك يا وطني لنا.

حيفا يا احلا المدن ، حيفا يا اكبر المدن قديما كنت ثالث اكبر المدن القديمة على زمن الكنعانيين حيفا انت المقامة على جبل الكرمل. وعلى ساحل البحر في شمال فلسطين انت نقطة التقاء البحر المتوسط من السهل وجبل الكرمل، هذا ما جعلك نقطة عبور إجبارية، إذ يقل اتساع السهل الساحلي عن 200 متر.

تمتعتي بموقعك الإستراتيجي جعل من مينائك الميناء الأول في فلسطين، كما جعل منك بوابة للعراق والأردن وسوريا الجنوبية عبر البحر المتوسط. كنت ذات أهمية تجارية وعسكرية طوال الفترات التاريخية القديمة، لهذا تعرضت لأطماع استعمارية عدة بدءاً من الغزو الصليبي وحتى الاحتلال الصهيوني.

مدت لك خطوط السكك الحديدية لتربطك بالمدن الفلسطينية والعربية، من غزة واللد إلى بيروت وطرابلس ودمشق. يتساولون عن اسمك يا حيفا من اين جاء فكان الجواب انه جاء من كلمة حفا بمعنى شاطئ، ومنهم من قال ان اسمك مأخوذ من الحيفة بمعنى الناحية، والبعض الآخر يقول الأصل في الحيفة المظلة أو المحمية، وذلك لأن جبل الكرمل يحيط بها ويحميها ويظللها.

وقد ورد اسمك يا حيفا في الكتب القديمة باسم سكيمينوس، وقد أسماك الصليبيون كيفا وأحيانا سيكامنيون وتعنى باليونانية شجرة التوت، وربما يرجع ذلك إلى كثرة أشجار التوت في حيفا. اشتهرت يا حيفا بزراعة المحاصيل كالقمح والشعير والعدس والحمضيات والخضراوات وتكثر بك أشجار العنب والزيتون واللوزيات التي تنمو على مرتفعات الكرمل.

نشطي يا حيفا في الصناعات والحركة التجارية من خلال شبكة الطرق والسكك الحديدية الخارجية بالإضافة إلى ميناء حيفا الذي ساهم في تصدير كثير من منتجات فلسطين والأقطار العربية المجاورة.

البوابة 24