البوابة 24

البوابة 24

متحف التاريخ

بقلم: محمد أحمد سالم

- يبدو خلال كثير من المواقف، كما لو كان استثناء، جاء في غير مكانه وزمانه؛ هناك حوائط كثيرة وجدران عالية، قد بنيت بين الجيل الحالي، وبين مستقبله وذلك امر بكل المقاييس لا يعين على المشاركة ولا على التواصل، و يدرك أنه لا صفحة يمكن أن تفتح إلا بتصفية ملف الانقسام(في الحقيقية ظللا لنكبتنا) و الذي غير وجه الحياة على أرض فلسطين، ووصل اصداؤه و تفاعلاته إلى تخوم، اخرى فوق خريطة الدنيا.

موجات من السخط المتصاعد على استمرار مخطط الانقسام الصهيوني، والوضع الفلسطيني الداخلي، وطبيعة الصراع مع الاحتلال،و خطورة انتهاكات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدّساته، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وعمليات تهويد المدينة وسرقتها لصالح منظّمات صهيونية متطرّفة.

- أن هذه الكلمات ليست دعوة إلي تفكيك الملف فقط، وإنما إلي إخراجه من المتحف، ليكون بمقدور شمس الوحدة والمشاركة أن تسرى فيه؛ فالقضية لا تحتمل ديكتاتورية الحكم الحالي ،ولا تحتمل انقلاباً جديداً ، ولا تحتمل تدخل واجندات جديدةً ،والمزيد من الاختراق، إقليمياً أو دولياً، ولا تحتمل تدمير ما بقي من مناعة هذا الجيل؛ فلا يوجد حكم شمولي مستبد، يمكنه أن يضع يده في رقاب جيلا، لأكثر من 15 عاما.!!و لا يمكنه أن يفتح المجال العام ولو لمساحة لا تتجاوز ثقب إبرة، فهو أمام المصالح التي تقدر بقدرها! وكأنهم ولدوا على صهواته؟! فالغضب مكتوم في الصدور، والجميع ينتظر شيئا ما.؟!

- الطريق الأصعب هو الكفاح الوطني الموحد. الديمقراطي الواعي بذاته ، والواثق من عدالة قضيته ، والقادر علي التواصل مع الكل الفلسطيني دون إقصاء أو تمييز ، والمؤهل لبناء بديل واقعي يترجم طموحات الشعب الي الاستقلال، ودولة مؤسسات تعمل في خدمة المواطن ، ويتمكن فيها المواطنون من مراقبة الحاكم ، ومحاسبته ، ومساءلته ، ومحاكمته ، وعزله ، عندما وكلما تقتضي المصلحة العامة ذلك ، دون لجوء الي انقلابات ، ودون اضطرار إلي الانقسام، و الانفصال، ودون لجوء الي أي شكل من أشكال التغيير التي تنطوي علي العنف والمباغتة.

- أن منطق التجديد والتواصل والمشاركة في حياة الشعوب ينبغي أن يكون منطق الحرص واستخلاص الدروس فالمعارك، انتصارا، أو انكسارا.

ودون ذلك فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة، ولن نتجاوز في كل ما نفعل أحد موقعين، الجلوس في متحف التاريخ. أو البدء كل يوم من نقطة جديدة بلا سند أو وحدة حقيقية أو مقود، فالانتصار، والنجاحات ليس ملك حزب او جماعة، ولكنها ملك الشعب، والإخفاقات تحسب على المسئولين وحدهم، فقد صنعت من قبلهم وبأنفسهم.

وأن كان الشعب هو الذي دفع الثمن لانهم يخوضون معارك كثيرة وتخطوا الخطوط الحمراء بالنسبة للمصالح الوطنية.

- وإزاء ما سبق يقع على عاتق الشباب مهمة انتزاع حقوقهم، وعلى قوى الشباب إعادة تنظيم صفوفها وفق أسس وطنية، لتعمل على أساس أنها شريك فاعل في اتخاذ القرارات داخل المجتمع، والاتجاه نحو تعميم الديمقراطية والانتخابات وتعميم تجربة التمثيل النسبي في كل المؤسسات بما يكفل وضع حد لظاهرة التفرد والهيمنة الحزبية.

- دون ذلك لن يتقدم فكر جديد، ودون ذلك لن تتاح للأجيال الجديدة فرصة أن تصوغ تجربتها الذاتية بمثابرة ومقاومة، وأن تلتحم كليا في النبض الوطني ويحملوا جانبا من مسئوليات العمل الوطني العام فى مراحله المختلفة، وفي اللحظات التاريخية الهامة والحاسمة، ولا يمكن لدور هذا الجيل ومسئوليته ان تحال إلي التقاعد المبكر؛ قبل أن يبدا العمل! وتنتهي إلي غفوة طويلة ؛ نياما نرتع في الحزبية والجهل السياسي والإقصاء ، والفقر الفكري؛ والصهاينة يعملون بكل الوسائل لتنفيذ واستمرار مخطط الانقسام، وحصلوا عليه، وأدعوا الله أن ينتهي.

من أجل أولادكم وأحفادك وقبل ذلك من أجل فلسطين.. وجيل لا يدخل متحف التاريخ.

البوابة 24