البوابة 24

البوابة 24

في يوم الأرض باقون كالجدار 

لؤي الغول
لؤي الغول

بقلم: لؤي الغول

مع اقتراب يوم الارض الفلسطينية لايزال الاحتلال الإسرائيلي الغاشم يتفنن كل يوم في نهش الأرض الفلسطينية بطرق مختلفة، ويدمر الحجر والشجر، ويهدم المنازل والمقابر ليغير معالم الأرض الفلسطينية، الأرض الخالدة في قلوب أصحابها الاصليين، الأرض التي قدم الشعب الفلسطيني الشهداء والجرحى والأسرى من أجلها. 

ومازالت عصابات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة حتى يومنا هذا بسياستها الاحتلالية بدعم الاستيطان و تهويد الأرض الفلسطينية وخصوصا ما تقوم به في عاصمتنا القدس وضواحيها من طرد السكان المقدسيين والاستيلاء وهدم بيوتهم بالقوة، ومنحها لعصابات المستوطنين الذين عاثوا في الأرض فسادا وقتلا وتدميرا.

ويحيى شعبنا الفلسطيني العظيم بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني والإسلامي في هذه الأيام ذكرى يوم الأرض الخالد، تلك الذكرى التي يعيد فيها شعبنا التأكيد على ارتباطه بالأرض التي عمدها بدماء أبنائه. ويوما بعد يوم يرى العالم أجمع ارتباط الانسان الفلسطيني على مرّ الزمان بهذه الأرض التي جعل مهرها من دمه وروحه.
يوم الأرض 30 من مارس /اذار من العام 1976 م، هو اليوم الذي أعلن فيه الاضراب العام في الأراضي المحتلة عام 48 و67، بعد مصادرة السلطات الاسرائيلية الألاف الدونمات في القرى والمدن العربية في الداخل المحتل 48، واندلعت المواجهات بين أبناء الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية، مما أدى إلى استشهاد ستة واصابة واعتقال المئات من المتظاهرين..
منذ ذلك اليوم، أصبح يوم الأرض مناسبة عربية وطنية فلسطينية وأحد رموز الوحدة العربية الفلسطينية، فقد كان الاحتفاء بيوم الأرض احتفاءً دائماً ومع كل دقيقة على مدار العام، إلى جانب الاحتفاء في الثلاثين من آذار كل عام، وليس هناك انفصال أو فضل بين هذا وذاك. فالأرض هي الأم والحبيبة.

كما يشكل يوم الأرض معلماً بارزاً في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني، باعتباره اليوم الذي أعلنت فيه منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت وما زالت تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه.

و في هذه الذكرى الخالدة، يتوحد الكل الفلسطيني في كل أماكن تواجده، بالأراضي المحتلة عام 48 و67 وفي الشتات ومخيمات اللاجئين، بالتمسك الثبات على الأرض، والتأكيد على استمرار مسيرة الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الصهيوني ، والتأكيد على تصميم الفلسطينيين على تحقيق حقوقهم في العودة والحرية والاستقلال.
وقد خلد الكثير من الشعراء الفلسطينيين ذكرى يوم الأرض إلا أن أجمل وأروع القصائد كانت من قائد يوم الأرض الشاعر توفيق زياد

هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار 
وفي حلوقكم، 
كقطعة الزجاج، كالصَبّار 
وفي عيونكم، 
زوبعةً من نار. 
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار 
ننظّف الصحون في الحانات 
ونملأ الكؤوس للسادات 
ونمسحُ البلاط في المطابخ السوداء 
حتى نسلّ لقمة الصغار 
من بين أنيابكم الزرقاء 
هنا على صدوركم باقون، كالجدار

البوابة 24