مبادرة مشكورة و محكومة بالفشل

بقلم موسى الصفدي أبو إياد

في اليومين القادمين ستتوجه القوى الوطنية الفلسطينية إلى الجزائر بناء على الدعوة الموجهة لهم في محاولة لإصلاح ما افسدته السياسة الإقليمية و تدخلاتها السافرة في الشأن الداخلي الفلسطيني و استثمارها في القضية الفلسطينية من خلال بعض من يسمون انفسهم قوى وطنية و إسلامية فلسطينية بعيدة كل البعد عن الهم الوطني و مرتهنة في سلوكها و ممارساتها في الساحة الفلسطينية إلى أجهزة تلك الجهات الإقليمية السياسية و مصالح ملفاتها الأمنية و السياسية على الصعيد الدولي 
ان معظم تلك القوى التي ستذهب تلبية للدعوة المشكورة لا تملك القدرة على إتخاذ قرار بموضوع المصالحة الذي تسعى الجزائر لتحقيقه دون العودة للجهات الاقليمية التي تستثمر بدماء و معاناة شعبنا الفلسطيني بعيدا عن مصالحه و ارادته الوطنية .
ايضا لا بد من الإشارة ان تلك القوى لا تدرك تاريخية و أهمية ما تمثله الجزائر بالنسبة للقضية الفلسطينية و الخطوة الجزائرية من ناحية ضرورة الابقاء عليها في اعلى مستوياتها لجهة و لذلك فإن تلك القوى لن تاخذ في حسبانها أهمية إنجاح المسعى الجزائري كموقف لتقدير و تثمين الموقف الجزائري المشرف من الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقتها حتى الآن بمعنى أن تلك القوى لن تقدم للقيادة الجزائرية ما يمكنها من تحقيق خرق في مسعاها لتحقيق المصالحة و وحدة الصف الفلسطيني في الوقت الذي تدرك باقي القوى و في مقدمتها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية كل ما سبق و ذكرته عن أهمية الخطوة و هي في هذا الشان على إستعداد ان تقدم بعض التنازلات لإرضاء الجزائر و إنجاح مسعاها .
بالتالي نجد انفسنا محكومون مجددا بعدم الإفراط بالتفاؤل بما سينتج عن هذا اللقاء  .
أخيرا اريد ان التاكيد على ان أسباب الانقسام لم تتغير حتى الأن لجهة مصالح الجهات الإقليمية و الدولية التي مولته و لجهة عدم وجود ارادة حقيقية أو اي تغيير في مشروع هذه القوى في فصل قطاع غزة عن فلسطين و إقامة الإمارة ( الاسلامية بحسب مايدعون) .
أيضا لابد من التأكيد ان مجمل هذه القوة الناشئة حديثا في عهد الكفاح المسلح هي قوى تحافظ على تبعيتها لأجهزة اسخبارات الجهات الإقليمية الممولة لها و تنفذ اجنداتها و مشاريعها التي تتعارض فيها مع القضية الفلسطينية و بنفس الوقت تتعارض فيها مع السياسة الوطنية و القومية للجزائر .

البوابة 24