حوارات الجزائر بين الواقع والطموح

بقلم: جلال نشوان

 تباعاً تصل وفود الفصائل الفلسطينية إلى أرض الجزائر الحبيبة، بعد دعوات وجهتها القيادة الجزائرية، للقوى السياسية الفلسطينية، للم الشمل الفلسطيني قبيل مؤتمر القمة العربية الذي سيلتئم في الشهر القادم الدولة الجزائرية تبذل جهوداً كبيرة ، لإنجاح مؤتمر القمة ، لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ، خاصة أن الجزائر تعتبر القضية الفلسطينية ، قضية الأمة هذا من جانب ، من جانب آخر بحث وفد جامعة الدول العربية ترتيبات القمة العربية القادمة ، ويبقى السؤال الأكثر الحاحاً : هل نجحت الجزائر في حدوث اختراق بين الفصيلين ( فتح وحماس ) ؟ تأتي الإجابة سريعة أن الهوة واسعة وكبيرة بين الفصيلين الكبيرين ، وجسر الهوة تحتاج إلى جهود مضنية ، ولعل اختلاف البرنامجين السياسيين هو أحد أبرز الخلافات التي تحول دون إنهاء الانقسام ، هذا بالإضافة إلى ملفات أخرى أبناء شعبنا الفلسطيني أصيبوا بخيبات أمل كبيرة من جولات سابقة في القاهرة وصنعاء والدوحة ، وهذا ما يجعلهم لا يعولون كثيرآ على حوارات الجزائر لكن العلاقات الحميمة التي تربط الجزائر وكافة القوى السياسية الفلسطينية، ستشكل نقطة فارقة في الضغط على تلك القوى للوصول إلى منتصف الطريق أبناء شعبنا يتطلعون إلى إنهاء الانقسام الذي أصبح سيفاً مسلطاً على قضيتنا ، خاصة أن الاحتلال استثمر الانقسام لفرض الوقائع على الأرض ، بالتهام الأرض الفلسطينية، وبناء المستوطنات وقتل أبنائنا بشكل وحشي ، فما يكاد يمر يوم الا ونشاهد الجرائم الإرهابية بحق شعبنا وللأسف المجتمع الدولي يصمت صمت القبور أيها السادة الأفاضل : رغم خيبات الأمل السابقة من جولات الحوار ، الا أن شعبنا يعقد الأمل في انفراجة قريبة ، تٌثلج القلوب وتفرح النفوس للم الشمل الفلسطيني، لمجابهة التحديات ، خاصة قوى الشر والعنوان التي تعد المشاريع التصفوية التي تستهدف وجودنا وهويتنا حوارات الجزائر تكتسب أهمية كبيرة ، خاصة أن العلاقة الحميمة بين الشعبين الفلسطيني والجزائري ، وهنا نستذكر كلمة الزعيم الراحل الكبير هواري بومدين ( الجزائر مع فلسطين ، ظالمة أو مظلومة ) خير شاهد على ذلك .... المهمة الجزائرية مهمة عسيرة وليست سهلة ، خاصة وأن الشيطان يكمن في التفاصيل، وعلى الكل الفلسطيني تجاوز الخلافات وطي صفحة الماضي ،والتفرغ لمجابهة الاحتلال الذي يزداد ظلماً وعدوناً ان الحاجة ماسة وملحة للوحدة الفلسطينية، وكذلك للإتفاق على برنامج وطني للتصدي لكافة محاولات التذويب والتصدي كذلك لإنعكاسات التطبيع التي أضرت بقضيتنا الفلسطينية ، خاصة بعد مغادرة بعض الأنظمة العربية مربع إسناد قضيتنا التي وقعت على اتفاق ابراهام التي صاغته ادارة ترامب الصهيونية نأمل الذهاب إلى مؤتمر القمة العربية في الجزائر والوفد الفلسطيني موحداً ، آخذين بعين الاعتبار الجهود الكبيرة للقيادة الجزائرية التي إطلقت على القمة ( قمة فلسطين ) أجمل تحية نوجهها إلى الجزائر الحبيبة( رئيساً وحكومة وشعباً) التي أصرت على انعقاد القمة في موعدها المحدد ، رغم ادراكها باستفحال الأزمات العربية ،ومنها حرب اليمن ، وملف سوريا وٱلية عودتها إلى حضن الأمة ، وملف قطع العلاقات بين المغرب والجزائر ، وأزمة ليبيا ومما لاشك فيه إن الجزائر تتبوأ مكانة سامية ، وحضور كبير فى العالم العربى ، ستنجح في لم الشمل العربي ، أذا أراد العرب ، تجاهل العامل الإقليمي الذي بات حاضراً في كل تفاصيل الأزمات العربية كثيرة هي التساؤلات التي يطرحها قراء المشهد السياسي بعد دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لكل القوى السياسية الفلسطينية ،خاصة بعد فشل كل جولات الحوار في القاهرة وصنعاء والرياض الدبلوماسية الجزائرية تتحرك في كل مكان من أجل إزالة الاحتقان والتوتر بين الدول العربية ، بغية انجاح القمة العربية القادمة ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً : كيف ستتعامل الجزائر مع الدول العربية التي قطعت شوطاً كبيراً وغرقت في وحل التطبيع ؟ وكيف ستتعامل الجزائر مع دول عربية تبنت المشروع الصهيوأمريكي الذي يهدف إلى تبوأ الكيان الغاصب شرطياً للمنطقة ؟ تدرك الجزائر ( بلد المليون ونصف المليون شهيد ) أن المؤامرة الأمريكية والغربية دمرت العالم العربي بتأجيج الصراعات الداخلية كما يحدث في اليمن وليبيا وسوريا (الربيع الإمريكي وليس العربي ) وأن المؤامرة مازالت مستمرة ، وهي تطبيق سياسة الفوضي الخلاقة ( تقسيم المقسم وتحزيئ المجزأ) وذلك لنهب خيرات الأمة وتسويق مبيعات السلاح وجعل الدول العربية اسواق استهلاكية فقط لمنتجاتها وتدرك الجزائر أن الأمور تغيرت ، وإن الحكام إرتموا في أحضان الكابوي الأمريكي ، وأن من يدير الحكم هم الأمريكان كانت المؤامرة تسير على قدم وساق لتطبيق مشروع صفقة القرن، التي صاغها ( نتنياهو وكوشنير ) وتدرك إن الشعب الفلسطيني رفضها ، وأصبحت من مخلفات الماضي نأمل أن تنجح بلد المليون ونصف المليون شهيد التي أصبحت قبلة لكل الأحرار والشرفاء في هذا الكون ، والتي قالت لا للتطبيع لقد أدركت الجزائر حجم المؤامرة وهي الإستفراد بالشعب الفلسطيني ، و أن الإدارة الأمريكية الجديدة تنتصر للمحتل ، وتؤيده في كل المحافل الدولية ، لذا سارعت ببذل كل الجهود لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ، حيث أطلقت على القمة العربية القادمة ( قمة فلسطين) ، وهاهي اليوم تستضيف كافة القوى السياسية لمؤتمر جامع ، لإنهاء الانقسام وترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية ، لمجابهة الأعاصير التي تستهدف فلسطين وشعبها شكرا للجزائر ( رئيساً وحكومة وشعباً ) ونتمنى النجاح لهم.

البوابة 24