صندوق الشيطان

بقلم:نبيل عبد الرازق

 انشئ صندوق النقد والبنك الدولي بعد الحرب العالميه الثانيه بهدف خلق نظام اقتصادي جديد لمواجه الازمات الاقتصاديه والاجتماعيه التي خلفتها الحروب واهمها معدلات التضخم والكساد وتراجع النشاط الاقتصادي بحيث يساعد النظام الاقتصادي العالمي الجديد الشعوب والدول علي تجاوز ازماتها ويكون لديه استجابه عاليه في حل المشاكل والمعضلات والازمات الاقتصاديه التي يواجها العالم،،، كان في نظر البعض انه المخلص،،، وبالنسبه لاخرين اداه للسيطره والهيمنه وفرض السطوه ومن هنا يبدأ البنك القاتل بتقديم قائمه لا تنتهي من المطالب والشروط هي روشته ووصفه لتدمير المجتمع واغراقه بمزيد من الديون وتعميق أزماته ،،، يشترط علي الحكومات والدول المستدينه رفع الدعم عن السلع الاساسيه وتعويم عملتها مما يعني خفض قيمتها وتسريح الالاف الموظفين وهذا يتسبب في موجه من الغلاء الفاحش وزياده نسب البطاله مما ينعكس بشكل مباشر علي حياة الناس وتبدا المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتي يكون لها صدي سياسي بلا ادني شك مما يتسبب بحاله عدم استقرار واضطرابات واحتجاجات وتظاهرات يرافقها فقدان الامن والاستقرار مما يسبب سمعه سيئه لهذه الدول… ان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ليسوا العناوين الصحيحه لتجاوز الازمات ولن يكونوا اليد البريئه التي تمتد لتساعد علي النجاه.. انهم يزيدوا الطين بله …وبهم تتعمق الازمات ..وتزداد الديون ..ويتعاظم الفقر وقد راينا بعضاً من الدول التي لجأت اليهم ورأينا الشروط القاسيه التي طلبوها من هذه الدول بالبعض منهم استجابوا لهذه الشروط فكانت النتيجه مزيدا من الغرق في الديون ومنهم من اصبح علي حافه الافلاس كما حدث مع بنجلادش ولبنان والارجنتين وتايلاند واندونيسيا ومنهم من رفض مثل ايسلندا وماليزيا ان الدول آلتي تلجآ الي هاتين المؤسستين الدوليتين لطلب المساعده في تجاوز محنتها وازماتها هو كالمستجير من الرمضاء بالنار،،،، هذه المؤسسات ليست خيريه ولها ابعاد واهداف سياسيه لاصحاب النفوذ فيها… ان شروط البنك الدولي او صندوق النقد للدول التي تلجا اليهم تبدأ لكي لا تنتهي،،، تعويم العمله الوطنيه وفرض المزيد من الضرائب ورفع نسب الفائده لدي البنوك المحليه بحجه جلب المستثمر والمحافظ الاستثمارية ورفع الدعم الحكومي عن السلع الاساسيه وتخفيض الانفاق الحكومي علي قطاعي الصحه والتعليم والمطالبه بالاصلاح الاداري لمؤسسات الدوله والذي يعني التخلي عن الاف الموظفين ،، لهي الدوامه التي تعجل بالغرق انها مطالب حق يراد بها باطل من قبل هاتان المؤسستان ،، ان الركيزة الاساسية لاي مجتمع أو دوله هي الطبقه الوسطي ،،،والتي عادة ما تكون مستهدفه بالدرجة الاولي نتيجه هذه الشروط الظالمه،،، فالاصلاح الاقتصادي لاي دوله يبدأ بالاستقرار السياسي والامني واطلاق الحريات والعداله الاجتماعيه وتوفير فرص العمل عبر الانتاج الصناعي والزراعي وتكافؤ الفرص والمساواه امام القانون وسيادته والفصل بين السلطات انها عوامل مترابطه لايمكن التقدم في احداها دون الاخر… ان اداره الظهر من قبل الدول الفقيره او الدول التي تمر بأزمة اقتصادية لهذه الهياكل الشريره،،، والاعتماد علي الذات والايمان بالنفس وامتلاك الاراده لهي السلاح القوي الذي تجابه به الأزمات ،،، ودون ذلك ،،، ستكونون ضحايا بنك الموت وصندوق الشيطان

البوابة 24