فدائية أنا عاشقة الثوار أنا

 بقلم: منى الفارس

سؤلت يوما" بعد حيرة من اكون هل انا فتحاوية أم شعبية أم حمساوية أم ديمقراطية؟ فكرت في الاجابة برهة"، كم تمنيت ان الاقي حزبا يجمعهم جميعا" في حزبا" واحدا" أنتمي إليه فأنا عرفاتية وياسينه وجورجيه ونايفيه، فلكل شخصية، مكانة عظيمة في قلبي أعشق كل قائد تجسد بروحه عشق فلسطين. أنا فتاة فدائية حائرة في عشقي وإنتمائي لا يشبعني الانتماء لعظيم واحد لأن كل واحد لونا" جميلا" أهواه وأتفاخر به، فأنا في حيرة من أمري ومقيدة في إختياري لا أستطيع المفاضلة بينهم فالقلب يجمع مع نبضاته ولاءا" وفخرا" لكل قائدا" منهم. مذ كنت طفلة لم أعي التميز والمفاضلة بينهم. لقد وعيت وترعرعت على أغاني الثورة التي كنت أسترق السمع اليها عبر الراديوا الخشبي عنوة رغم التشويش على صوتها. إلا انني كنت اسمعها بشغف واحفظ جميع الاغاني عن ظهر قلب وارددها بصوت عالي يصدح بين الحقول وعلى قمم الجبال كنت احمل بارودتي التي صنعها لي والدي من لوح خشبي أحملها على كتفي متباهية" بها اتمخطر بالسير كانني احمل قذيفة أربيجي، فانا الانثى تناسيت انني انثى. وكنت اقول ستتحرر فلسطين قريبا" سياتي الفدائيين بجيوشهم الحاشدة تجمع كل الفدائيين والثوار سيعبرون البحر والنهر والصحراء سيحاربون وينتصرون وتتحرر فلسطين . كنا نجمع بعضن االبعض ( طالبات المدرسة ) ونسير في شوارع القرية مسيرة غاضبة نخرج من ساحة المدرسة ونهتف بأم حناجرنا لنهتف لكل القادة نستغيث بهم تارة ونفخر بهم تارة" ونمجدهم تارة" ونبكي وجعا" وإستغاثة" تارة" إلى ان تجف حناجرنا وتنتهي بنا شوارع القرية لصغر المساحة او هي ربما كانت تضيق علينا المساحات لأن أصوتنا الضعيفة لم تصل لفضاءات مسامعهم، ولم يصل صدى أصواتنا لمأذن مساجدهم. كنا نستسلم لضعفنا وغضاضة أجسادنا لتتفترق فيما بعد أجسادنا ويذهب كلا منا إلى بيته الصغير الذي يأويه وهو الذي كان الملاذ الوحيد الآمن لنا . ها نحن الان كبرنا ومضى بنا قطار العمر لتعلوا اصواتنا اكثر واشتد عودنا لنرفع بدل الرآية رآيات نعم رآيات تلونت رآياتنا بالوان احزابنا لم نكن نأبه ان تلك الالوان هي التي ستفرقنا لا ان تكون سببا" في تميزنا في خضم ما نعيشه من تنقضات وتجاذبات، تاهت ملامحنا وسلبت منا اغانينا، بات لكل منا لسان حال يتباكى ويتشاكى على كل مجد ونصر واسطورة وحلما عاش فينا ووأدوه فينا. فيا كاتب التاريخ اعد لنا مجدا" واسطورة" واملا" لا زال يعيش فينا ويحينا.

البوابة 24