البوابة 24

البوابة 24

الأمل خبز الفقير

بقلم: ميسون كحيل

رغم أن الحياة تغيرت وأصبح فيها القريب بعيد، وصلة الدم تحولت إلى مياه باردة، ونادراً جداً ما يكون اللقاء بالأصدقاء القدامى بسبب تغير لون الحياة وطبيعتها؛ فقد شاءت الأقدار وخلال بحث صحفي أن ألتقي بصديقة قديمة عشنا فترة لا بأس بها في المدرسة، وجمعتنا العديد من الرحلات واللقاءات، وكنت سعيدة جداً بهذا اللقاء الذي جاء صدفة لكنه في نفس الوقت أحزنني جداً بعد  أن رأيت في عيونها تعب الحياة، وفي جسدها أوجاع لا تغيب مع استمرار العيش في ظروف قاسية تكون فيها تحصيل لقمة العيش انجاز كبير. فهذه الصديقة كانت من المجتهدات، ودائماً في الصفوف الأولى رغم مصاعب الحياة التي كانت تعيشها والتي ازدادت صعوبة مع الوقت بحيث لم تتمكن من الاستمرار في الدراسة، و لجأت للبحث عن عمل مهما كان شكله و لونه وطبيعته، وكان ما كان لها من عمل يشبه تماماً ما يضطر الإنسان ويكون مجبراً أن يعمله، ومرت السنين والحال هو الحال، واليوم يشبه الأمس ويتوافق مع الغد، وكأن الحياة يوم واحد وعلى الانسان أن يعيشه دون أدنى تفكير بالمستقبل الذي هو أصلاً مفقود في ظل الضعف والحاجة.
صديقتي القديمة واحدة من الناس تعيش يومها، ولا تفكر في الغد، ولا تبحث عن نفسها وليس هناك ما يشغلها سوى لقمة العيش لمن حولها قبل نفسها.

 وقد سمعت على لسانها كلمات وعبارات جعلت مني تمثال صامت، ساكن لا يتحرك فيه سوى عيون تنظر إلى تعابير وجهها؛ وما لم تنطق به من قهر وعجز وآلام وتأكيد على أن الأمل خبز الفقير.

كاتم الصوت: رفضت صديقتي المساعدة!!

كلام في سرك: عندما استأذنتها الكتابة، قالت اكتبي لا أحد سيعرفني، أكثر الشعب يشبهونني!

رسالة: الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة، وأضيف الغنى في الوطن طريق الفساد. ( أحتفظ بالأسماء)

البوابة 24