البوابة 24

البوابة 24

“سقوط ورقة توت التطبيع في مونديال قطر ”

 بقلم/ إحسان بدرة – ناشط سياسي واجتماعي وتربوي

ان الشعوب العربية هي التي تقرر التعايش والتآخي والقبول، حيث أن إسرائيل لم تتعلم لغاية الأن من ضعف وهشاشة اتفاقيات السلام مع الأردن ومصر والتي مازالت على حبر على ورق ولم يتقبل الشعب الأردني والمصري الوجود الصهيوني بينهم لغاية الآن.

أما على صعيد الحدث الرياضي العالمي " مونديال قطر 2022" كان مغاير لكل التوقعات حيث كان السائد الرضى على الوجود الصهيوني في دول الخليج وقطر هذا ليس أقوال من درب الخيال أو الدعاية الصحفية بل هذا واقعيا وعلى لسان صحفي إسرائيلي خلال تغطية فعاليات مونديال قطر لكرة القدم وهذه التظاهرة الرياضية العالمية في أكبر مشاركة جماهيرية عالميه منذ عقود، أن عدم تفاعل الجماهير العربية مع إعلام الكيان، بل رفضهم لإجراء اية مقابلات معهم ونبذهم اكبر دليل على عدم تقبل الشعوب العربية لفكرة وجود الاحتلال الصهيوني بينهم اصلا، وبأن الشعوب والجغرافيا العربية هي الحاضنة الأساسية والطبيعية للقضية الفلسطينية، وبأن هذة الاتفاقيات التطبيعيه التي جرت مع بعض الحكام العرب ماهي إلا ذر للرماد في العيون وخضوع لسياسة ترامب التي فرضها عليهم في صفقة القرن المزعومه، من أجل الحفاظ على مصالحهم وكراسيهم عند سيدهم في البيت الأبيض وحلفاء الكيان الاحتلالي مونديال قطر كشف كم هي المسافه شاسعه بين الحكام العرب المطبعين وشعوبهم العربيه لقد اثبتت الشعوب العربيه مرة أخرى زيف هذة السياسات الفوقيه التي مارسها بعض الحكام العرب المتصهينين والمتواطئين مع الكيان الصهيوني وزعيمه نتنياهو الذي حاول بكل السبل السياسيه والهمجيه ان يلتف على الحق الفلسطيني في وجوده على ارضه وترابه الوطني، بل ذهب بعيدآ وأطلق يد صهيانته الجدد من اليمين المتطرف في التغول على الشعب الفلسطيني قتلا وتهجيرا وتدنيسآ لمقدساته .

لقد قالت الشعوب العربيه كلمتها بالممارسة الفعلية ولن يستطع هذا النازي الجديد المسمى نتنياهو أن يركع شعبنا الفلسطيني، دمويآ ولا سياسيآ، فالمواجهه الفلسطينية معه مستمره على الارض ميدانيا وسياسيا في كل المحافل الدوليه، ولقد فشل قبله شارون من تمرير هذه السياسه وهذا السلوك من القتل والتدمير والتهجير واستباحة مقدساتنا وانتهى إلى مزابل التاريخ .

وعلى المجتمع الإسرائيلي وخاصة قوى السلام أن تعمل نقطة نظام لتقرأ تاريخ إسرائيل المزيف قديما وحديثا لتأخذ العبرة منه وبل أكثر من ذلك وتعيد النظر في كل المشهد السياسي الصهيوني وخاصو منذ مقتل رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين منذ مقتل رئيس وزرائهم السابق إسحاق رابين، وهذا يستدعي مسار حقيقي للسلام في المنطقه يبدأ مع الشعب الفلسطيني عبر إعادة جميع الحقوق إلى اصحابها سواء فلسطينيآ او عربيآ، كيانات او أفراد .

كأس العالم لكرة القدم في مونديال قطر أعاد قضية فلسطين إلى الواجهه في أكبر تظاهرة عالميه تشهدها الشعوب وتغطيها الصحافه الدوليه . مونديال قطر 2022 قد أوصل رسالة هامة وصارمة للحكام الغير مطبعين لغاية الآن والذين يسيرون على استحياء في هذا الاتجاه بأن هذة الخطوة ستعريهم امام شعوبهم وستكشف خيانتهم لقضية العرب والمسلمين الاولى، وستضعهم في تناقض واضح امام شعوبهم الرافضه لوجود الاحتلال على أرض فلسطين التاريخيه .

البوابة 24