البوابة 24

البوابة 24

إنه يمتلك ما لا تمتلكه

بقلم: ميسون كحيل

يعتقد البعض أنني أبتعد عن المواضيع السياسية! لكنهم لا يعلمون أنني أكتب من قلب الحدث والمعاناة، فالمواضيع في كثير من الأحيان تحمل رسائل ما بين السطور، ولعل وعسى أن تصل، وموضوعي اليوم جاء بعد أن وقفت أمام لوحة أنظر وأتمعن بها وبما تحمله من معاني لأب يمسك يد ابنته من أجل توصيلها إلى مدرستها، وقد لفتت نظري البنت في هذه اللوحة؛ حيث ترتدي بنطلون جميل وبلوزتها المدرسية الرقيقة، وحذاء لامع جديد وشعرها المصفف بعناية، بينما لا ينطبق ذلك على والدها الذي يحمل حقيبتها والإبتسامة لا تفارق وجهه؛ وكأنه يمتلك الدنيا وما فيها رغم هموم الحياة الظاهرة على ملبسه وملامحه.

 ولا أخفي أن هذه اللوحة أخذتني بعيداً، و تذكرت من خلالها كيف يجب أن يتحمل الإنسان المسؤولية، وبالتأكيد هي ليست في البرستيج الذي يطمح إليه الشخص، ولا في شكل بيته و عدد ونوع سياراته وبدلات مرافقيه الأنيقة. 

و الحقيقة أن هذا ما نفتقده من تفكير وسلوك الشخص المسؤول الذي يجب أن يفكر بمن حوله وبمن معه، وبمن هو مسؤول عنهم، و في الحرص عليهم و توفير ما أمكن من احتياجاتهم دون مقابل. إذ نحن نعيش في عصر البحث عن الذات الشخصي بثوب وغطاء سياسي وحزبي مع التأكيد أن أصابع اليد ليست واحدة، ولا هي على مستوى واحد؛ فهناك استثناء لكنه مغيب أو مهمش أو حتى موجود ولا يملك القدرة على السير والصمود، أما الآخرين المتنفذين والقادرون على إشغال الساحة، فإنهم يعودون بنا إلى البنت الصغيرة التي كان والدها المتعثر يصاحبها إلى مدرستها عندما سألها أحدهم لماذا تتمسكين بيد والدك وكأنك تتمسكين بالأمل، فماذا يمتلك والدك؟ فأجابت إنه يمتلك أملاً وإيماناً و(قلب) ويكون بذلك إنه يمتلك ما لا تمتلكه.

كاتم الصوت: تطالبون بحماية دولية!! من أي جهة تطلبون؟ إنها نفس الجهة يا سادة!!

كلام في سرك: لم يعد الأمر بيد ولي الأمر!! اللهم اعطنا الصحة والعافية!!

رسالة: إنهم سعداء بما يحدث للأوفياء! فلم يعد الأمر محدد بمنطقة أو بجزء من الوطن، بل يمتد إلى مساحات الوطن كلها ( أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24