بالرغم من اعتذار سائق الرالي القطري “حمد السويدي” عن ظهور سابق له مع قناة “كان” الإسرائيلية، فقد ظهر مرة أخرى على التلفزيون الإسرائيلي، بل واستضاف مراسله في منزله ليهديَه الشعار الخاص بـ كأس العالم كما أظهر مقطع فديو متداول.

 السويدي يثير الجدل

وظهر “السويدي” في مقطع الفيديو الذي احتفى به الإعلام الإسرائيلي، وهو يجري حواراً مع المراسل “روعي كايس”، ويقول له باللغة العربية: “وصلتني وجئت لمكاني وسأقوم بإهدائك شيء”.

ثم توجّه السويدي بعد ذلك إلى مكتبته، وكام يحمل معه مجسماً لتعويذة كأس العالم، ثم قام بإهدائه لـ”كايس”، بينما يُبدي المراسل الإسرائيلي إعجابَه ويُقدّم الشكر للسويدي.

وشارك المراسل الإسرائيلي “روعي كايس” مقطع الفيديو عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وعلّق عليه: “حول كأس العالم والموقف تجاه الإسرائيليين: النجم القطري في محادثة نادرة”.

وقال المراسل الإسرائيلي في تغريدةٍ لاحقة: “مقال خاص وحصري من الدوحة سيفاجئ الناس في إسرائيل”.

وتابع: “الترحيب الحار الذي تلقيناه في منزل سائق سباق الرالي القطري ، حمد السويدي، بما في ذلك هدية غير متوقعة. لا يفوتكم”.

ظهور حمد السويدي مع قناة إسرائيلية 

وكان سائق الراليات القطري “حمد السويدي” ظهر في وقت سابق مع قناة كان التلفزيونية الإسرائيلية عبر تطبيق زوم، في لقاء كشف حلاله عن إنجازه منحوتة على هيئة كأس العالم، وذلك بمناسبة قرب انطلاق مونديال قطر 2022.

ورحّب السويدي بقدوم الإسرائيليين إلى الدوحة، وأثناء حديثه مع القناة التلفزيونية، وعد السويدي بـ”استقبال حار للإسرائيليين الذين سيحضرون المونديال”، قائلاً: “الدوحة ملك للجميع”.

وتمنّى السويدي زيارة إسرائيل، واعداً بأن يكون “أوّل قطري يزور تل أبيب”، وهو ما أثار غضب واستياء الناشطين وقتها.

ولم يلبث “السويدي” بعدَها حتى تقدم باعتذار في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع “تويتر“، معترِفاً بخطئه، وكتب في 14 أكتوبر: “عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين" وقال صلى الله عليه وسلم:”لاتكونوا عون الشَّيطان على أخيكم”.

وتابع: “أعتذر عن لقائي وما ورد فيه للقناة الإسرائيلية وأعلن تضامني مع الحق الفلسطيني وشكرا لمن نصحني بالحكمة والقول اللين والحسنى اتباعا لهدي نبينا”.

وكان محمد بن أحمد السويدي، قد نشر في أكتوبر الماضي مقطعَ فيديو أعلن فيه -تعبيراً عن إخوانه وقبيلته- براءتَه من كل ما تحدّث به “حمد”، الذي احتفت به وسائل الإعلام مؤخراً، بسبب مبادرته في تدشين أكبر تمثال لكأس العالم بطول 3 أمتار وزن 4 أطنان من الرخام التركي.

واعتبر محمد السويدي، أن ما تحدّث به “حمد” للقناة الإسرائيلية هو قول لا مسؤول، و”لا يخرج إلا من سفيه”، وترفضه قطر بشكل كامل كدولة وكشعب وكقبيلة، على حدّ قوله.

كما أعرب عن رفضه التطبيع مع إسرائيل، مشيرا على أن “نعل” طفل فلسطيني عنده بالدنيا كلها في نظره، مؤكّداً بأنّ حملات ترويج التطبيع هي أعمال فردية.

قطر تدعم القضية الفلسطينية عبر كأس العالم

وجاء تصرف حمد السويدي هذا، بالرغم من الرفض القطري والعربي الذي ظهر واضحاً لإسرائيل خلال أيام المونديال منذ بدايته، والذي تمثّل في رفض الجمهور إجراءَ أي حوارات أو مقابلات مع أي وسيلة إعلام إسرائيلية.

ولم تخلو مباراة من مباريات كأس العالم في قطر 2022، من رفع الجماهير لعلم فلسطين، والتوشّح بالكوفية الفلسطينية، وترديد الشعارات والهتافات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني.

وتداولت العديد من المشاهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ انطلاق مونديال قطر، التي أظهرت رفض الجماهير المتواجدة فيه التحدث لوسائل الإعلام “الإسرائيلية”، في إشارة إلى تأييدهم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع.

ارتباك إسرائيلي 

وفي ظل الارتباك الإسرائيلي أمام الالتفاف الجماهيري العربي حول القضية الفلسطينية في كأس العالم في قطر، عنونت الإعلامية الإسرائيلية “ميخال أهروني” مقالَها بصحيفة “يسرائيل هيوم“، بجملة “الفلسطينيون كلهم في قطر، الواقع محرِج”.

وتحدثت فيه “أهروني”، عن حالة من التفوق الفلسطيني خلال كأس العالم.

كما أكد الجنرال الإسرائيلي “ميخائيل ميلشتاين”، في وقت سابق، أنّ كأس العالم في قطر أظهر الموقف العربي الحقيقي من التطبيع مع الاحتلال، بعيداً عن خطابات الزعماء والاحتفالات المبهرة، لافتاً أنّ التطبيع يعتمد على أساسات متهالكة.

وقال الرئيس السابق لدائرة الشعبة الفلسطينية في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”: “بعد أكثر من أسبوع على افتتاح المونديال في قطر، الصور التي ستبقى في الذاكرة الجمعية الإسرائيلية هي صور إزعاج الصحافيين الإسرائيليين من طرف المشجعين، ممن يلوحون بأعلام فلسطين، أو السياح من الدول العربية، أو المواطنين القطريين الذين يمتنعون بنفور ظاهر في اللحظة التي يتبين لهم بأنهم يتحدثون مع إسرائيليين”.