البوابة 24

البوابة 24

قوائم و ولائم!

ميسون كحيل
ميسون كحيل

بقلم:ميسون كحيل

أكثر ما يلفت النظر في واقعنا الفلسطيني، أن كل مواطن نال صفة مناضل، سواء كانت مستحقة أو غير ذلك؛ فإنه يرى أنه قائد عظيم وزعيم فريد من نوعه، وأنه الأحق من الآخر في المواقع والمناصب، والرتب والمراتب بنرجسية غريبة، وابتعاد المنطق الوطني عن التفكير والتنفيذ، وحسب الظروف التي غلب عليها العلاقات الشخصية، وبعض الحسابات الضيقة التي تتمثل في بث القدرة والقوة على بعض المحاور الداخلية والتكتلات! 

 لقد لوحظ تأخيراً ملفتاً لإعلان بعض القوائم وتسجيلها؛ خاصة تلك التي تتبع لأكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية مع اختلاف الأسباب التي أدت إلى تأخرهما! ويبقى السؤال المحير في مجريات الأحداث والتطورات، هل الساحة الفلسطينية بحاجة لهذا الكم من القوائم المعلنة التي اقتربت من عشرين قائمة ستعلن عن نفسها؟  وكأن الواقع يقول لا دروس من التاريخ لنتعلم منها! وحالة من استمرار الفكر الضيق الذي أشار إلى أن العدد الكبير من الفصائل الفلسطينية التي يعتقد أنه طالما استفادت منها القضية الفلسطينية، ومن وجودها مع أن الدروس أكدت عكس ذلك، خاصة مع صعوبة توافق واتفاق هذه الفصائل على مواجهة تكون فيها بجسم واحد يواجه الاحتلال.

 وقد وصل الواقع الفلسطيني أن تتفوق القوائم، وتزداد عن عدد الفصائل في صورة توحي بأن الجميع يبحث عن الزعامة! لا عن خدمة القضية، وبالأخص عندما نرى أن القوائم تضم أشخاص لم تسمع بهم الساحة، ولم يكن لهم دور نضالي أو اجتماعي أو إنساني في المجتمع الفلسطيني! 

إن الانتخابات قد أخذت منحنى آخر ليس له علاقة بالتمنيات، ولا ننكر أنها تشكل مخرج للأزمة التي تفرعت إلى أزمات على مستوى الوطن من انقسام، وعلى مستوى الأحزاب خاصة اليسارية التي لم تستطع الاتفاق على قائمة موحدة، وعلى مستوى حركة فتح (رائدة النضال الوطني الفلسطيني) التي وصلت إلى مفترق الطرق، وقد خصصت دون قصد لكل فئة طريق خاص بها تمشي عكس السير مع أن الهدف بالنسبة لهم إضعاف طريق فتح الأم !!  والمشكلة أن فتح الأم أيضاً لم تحسن إدارة أزمتها الداخلية، وبدلاً من تضييق طريق فئة معينة نزعت جلدها عملت فتح الأم على خلق مبررات لفئات أخرى من أجل استغلال الظروف بعد أن تجردت هذه الفئات عن تربيتها، ومن أخلاقها الوطنية والتنظيمية، وشكل انتماءاتها لإيجاد طريق آخر لها لكي تناكف وتتحدى! حتى جاءت فكرة التأجيل، تأجيل الانتخابات سواء توفرت الحجج والمبررات أو لم تتوفر ،وهو الأمر الذي سيضع فتح في مواجهة الكل الداخلي!! لذلك على فتح أن تتخذ قرارها، وشاء من شاء وآبى من آبى، ولتعلن على الملأ ليتحمل الجميع المسؤولية، إذ يكفي أن تبقى فتح المسؤولة عن كل شيء، وأن تبقى الجدار الذي يحاول تسلقه الجميع دون تحمل للمسؤولية! فالانتخابات الآن هي الفيصل الذي ستقرره الجماهير ؛ إذ لا يجوز أن تبقى فتح وتستمر لأن تكون الشماعة التي يعلق عليها البقية المصطنعة اخطاءهم وانحرافاتهم، وتحويلها إلى وليمة يستهدفها الجميع، وهذا هو الفرق والمميز بين القوائم والولائم!

كاتم الصوت: القبول بأشخاص شملهم قرار المنع من الترشح ضمن قائمة فتح أمر مرفوض.

كلام في سرك: تأجيل الانتخابات يرغب به الأغلبية ويريدون أن تقرره فتح لتحميلها المسؤولية! خسئتم.

رسالة: لم تلتزم الحركة بالمعايير في اختياراتها وأحتفظ بالأسماء.

البوابة 24