البوابة 24

البوابة 24

أخر تطورات الصراع الجزائري المغربي.. تفاصيل وساطة أردنية أطفأت نار الأزمة بين البلدين

الصراع الجزائري المغربي
الصراع الجزائري المغربي

الصراع الجزائري المغربي، كشفت صحيفة "lavanguardia" الإسبانية، آخر في التطورات المهمة التي يمكن أن تعمل على إيقاف حالة الصراع المعلنة بين البلدين، وهي نجاح وساطة العاهل الأردني عبدالله الثاني في إقناع دولة الجزائر بإعادة استخدام خط الغاز المغاربي الأوروبي، الذي يمر عبر الأراضي المغربية.

وقررت الجزائر، في وقت سابق، عدم تجديد عقودها بسبب الأزمة القائمة مع المغرب والتي استمرت أكثر من عام، علاوة على معاقبة إسبانيا على تغيير موقفها من ملف الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.

الأزمة في طريقها إلى الحل

 

22.jpg
 

وفي هذا الإطار، أعلنت الصحيفة، عن اقتراب حل الأزمة السياسية القائمة بين البلدين، ويرجع الفضل في ذلك إلى وساطة الملك عبد الله الثاني أثناء زيارته الأخيرة إلى الجزائر، بتاريخ 3 ديسمبر/كانون أول الجاري، والذي قدم اتفاق مبدئي مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، يفيد بضرورة إعادة فتح خط الغاز المغاربي المُغلق منذ 31 أكتوبر/تشرين أول 2021، في أقرب وقت ممكن.

الملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون

ومن جهته، أشار مصدر دبلوماسي جزائري للصحيفة، إلى دعم الجزائر للوساطة الأردنية بهدف إعادة استخدام بخط الغاز، مضيفًا أنّ "هذا الأمر يمكن أن يحدث قريباً، وسيكون خطوة لتطبيع العلاقات التجارية مع إسبانيا".

وذكرت الصحيفة أيضاً، بأنّ الموقف الرسمي للحكومة الجزائرية سيستمر هو تجميد على العلاقات التجارية مع إسبانيا، في ظل عدم تراجع رئيس حكومتها بيدرو سانشير، عن إعلان دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغرب، حتى ولو كان يدعم أيضاً "حلّاً سياسياً مقبولاً لكافة الأطراف".

ووفقًا لما قالته الصحيفة، فإن الملك عبدالله الثاني الذي لاقى احتفاءً كبيراً في الجزائر، كان قد توقّف في القاهرة قبيل توجّهه للجزائر، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي دعم رغبته في القيام بوساطة بين المغرب والجزائر.

وكشفت الصحيفة، أن الملك عبدالله الثاني "حقق تقدّماً كبيراً جداً" خلال الوساطة بين البلدين، مشيرة إلى أنه مهّد لعقد اجتماع جزائري مغربي في سويسرا، وبحسب قول المصدر الدبلوماسي الجزائري، فإنه "قد يكون قريباً جداً".

توتر العلاقات بين الجزائر وإسبانيا 

 

3.jpeg
 

وفي السياق ذاته، قد ترتب على خطوة سانشيز حل الأزمة الدبلوماسية الأسوأ من نوعها مع الرباط الموجودة قبل عشرين عاما، عندما أعيدت خطوط النقل البحري بين البلدين، وتم افتتاح المعابر البرية لسبتة ومليلية مجددًا، علاوة على أن السفيرة المغربية كريمة بنيعيش قد عادت إلى مقر السفارة في مدريد، ولكن نتج عن ذلك في المقابل حدوث أزمة دبلوماسية مع الجزائر، والتي تحدث عنها خوسي مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، قائلًا: إن بلاده "تريد أفضل علاقة مع الجزائر لكن دون الإضرار بعلاقاتها مع المغرب".

ومن جانبها، أكدت مصادر مطّلعة، الأسبوعَ الماضي، على قيام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بجهود كبيرة في الوساطة بين الجزائر والمغرب، لحل الأزمة القائمة بين البلدين، التي تطورات إلى سحب السفير الجزائري من الرباط في يوليو/حزيران 2021.

وبحسب ما ذكره موقع "المغرب إنتليجنس"، أكدت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، على أن العاهل الأردني حاول إقناع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقبول عرض إعادة إطلاق الحوار مع الجار المغربي، من أجل إنهاء حرب دبلوماسية وسياسية تُقلق بشدة كل الفاعلين في العالم الإسلامي.

الأردن قدم خارطة طريق واضحة

وأشارت المصادر، إلى أنّ تدخل الأردن في حل الأزمة على عكس الوساطات السابقة، حيث قدم الملك عبد الله الثاني خارطة طريق تتكشف من خلال عدة مراحل، شملت ضرورة إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي دفنه النظام الجزائري نهاية أكتوبر 2021.

ولفتت المصادر إلى أن هدف الأردن هو إقناع الجزائر بإعادة العمل بالغاز الطبيعي في إسبانيا عبر المغرب ورفع الحظر عن مصادرها، في حين أنه على المغرب تستمر مسيرة التعاون الاقتصادي مع الجزائر مع الاستفادة من بعض الامتيازات، على سبيل المثال: الأسعار التفضيلية المرتبطة بمرور الغاز الطبيعي عبر التراب المغربي.

خط الغاز المغاربي الأوروبي

وفي سياق متصل، اقترحت وساطة الملك عبدالله الثاني أن تقوم الجزائر باستعادة ريادتها في سوق الغاز في شبه الجزيرة الأيبيرية وفي سوق جنوب أوروبا، حيث تقوم قطر والولايات المتحدة باستبدالها بصادراتها من الغاز الطبيعي المسال. 

محادثات مباشرة بشأن الصحراء 

والجدير بالذكر، أوضحت المصادر أيضاً، أن الملك عبد الله الثاني قدم اقتراح يؤكد على ضرورة إجراء محادثات صريحة ومباشرة بين الجزائر والمغرب وإسبانيا حول حل الخلافات المتعلقة بنزاع الصحراء الغربية.

وكالات