البوابة 24

البوابة 24

على خط النار!

بقلم: ميسون كحيل

لم يكن الشاب خالد العجلة، 30 عاماً الأول ولن يكون الأخير من عمال قطاع غزة في إسرائيل الذي قضى نحبه وهو يطلب الرزق لسد رمق أطفاله. و حال الشاب خالد  لا يختلف كثيراً عن الآلاف من عمال قطاع غزة، الذين يتوجهون للعمل في اسرائيل، فقد سبقه إلى الشهادة خلال العام الجاري، الشهيد أحمد عياد الذي استشهد جراء تعرضه للضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال خلال محاولته الدخول إلى إسرائيل عبر احدى فتحات الجدار في طولكرم. كما استشهد الشاب محمود عرام من خان يونس، برصاص جنود الاحتلال خلال محاولته الوصول لمكان عمله في اسرائيل.

ما يتعرض له عمال غزة من ظروف قاسية وغير انسانية، بدءاً من خروجهم من منازلهم قبل موعد عملهم بأكثر من 12 ساعة، والانتظار في العراء في ظل الأجواء  شديدة البرودة.

 إضافة إلى تعرضهم لعمليات نصب كبيرة من قبل المشغلين في اسرائيل لأمر تقشعر له الأبدان، فما يعانيه عمال غزة، من ظروف غير آدمية، للعمل والمبيت وحصولهم على أجور زهيدة، وضياع حقوقهم في كثير من الأحيان، و تعرضهم لحوادث عمل، حيث لا يتم علاجهم بل التخلي عنهم من قبل المشغلين الاسرائيليين وترحيلهم عبر معبر ايرز! 

و استغلال أرباب العمل لهم في إسرائيل، يكشف زيف حقيقة التصاريح التي حصل عليها الآلاف من أهل غزة. فهذه التصاريح لا تسمح للعامل العمل بشكل قانوني، وبالتالي يتعرض للنصب والاحتيال والابتزاز والعمل في ظروف غير انسانية، وكثيراً من هؤلاء العمال بالكاد يستطيع توفير أدنى مستلزمات الحياة الكريمة لأطفاله.

خدعة التصاريح، تلك الفقاعة التي يعتقد الكثيرون انها لقمة سائغة، إلا أنها لقمة مجبولة بالذل والمهانة وبالدم في أوقات كثيرة. ولا ننكر أن عشرات الآلاف من أهالي غزة، ينتظرون هذا التصريح حتى لو كان مغمسوماً بالذل والمهانة، فالجوع استأسد على الناس في ظل الحصار الظالم، والبطالة التي أكلت أعمار الشباب وأهدرتها على قارعة الزمن.

 إن تصاريح العمل أكبر كذبة و خدعة يتعرض لها الناس، فهي لا تغني ولا تسمن من جوع، هي فقط تبقي العامل الغزي قادراً على تلقيم أطفاله بعض اللقيمات الطرية.

وهذه التصاريح استعباد مقنن يوافق عليها العامل فرحاً ظناً انها طوق النجاة من الفقر والحاجة للأبد.

أين الجهات المسؤولة، عن المآسي التي يتعرض لها العامل الغزي في إسرائيل؟ أين الجهات التي سوقت هذه التصاريح وكأنها انهاء للبطالة في القطاع؟ أين هم عن العمال الذين يخسرون حياتهم طلباً للقمة عيش مغموسة بالمهانة والذل؟ أين هم عن طوابير الانتظار الطويلة كي يصلوا للعمل؟ أين حقوق العمال؟ أين كرامتهم؟ أم هي فقط لتخفيف الضغط والاحتقان، والضحك على الناس، في انتظار جنة التصريح؟

وفي الواقع، إن لم يدرك الناس حقيقة خدعة التصاريح اليوم، أو هم أدركوها تحت طائلة البطالة والفقر الشديد يتحملون، لا بد من التذكير بأن كثير من الثورات والهبات انطلقت على أيدي العمال الذين أصبحوا جنوداً على خط النار.

كانم الصوت: سماسرة التصاريح!

كلام في سرك: في كل مكان أصبح للاحتلال يد تعبث دون حسيب أو رقيب.

رسالة: المواطن العامل بين سندان الاحتلال ومطرقة الإنقسام، والمنقسمين شاهد ما شفش حاجة. (أحتفظ بالأسماء)

البوابة 24