البوابة 24

البوابة 24

الطالب الجامعي الواقع و المأمول

بقلم محمود عابد

بعد اجتياز المرحلة الثانوية و ظهور نتائجها تسارع الجامعات الفلسطينية في التنافس في استقطاب أكبر عدد من الطلبة ببعض العروض المقدمة و الاغراءات؛ الطالب في هذه المرحلة يكون متشبعا بالآمال و الأحلام التى يسعى لتحقيقها من خلال المرور بالمرحلة الجامعة كخطوة اولى لصعود السلم نحو الهدف المنشود ؛ و في بداية المرحلة الجامعية يكون لا زال تحت تأثير نشوة فرحة النجاح و التخلص من أعباء و ضغوط المرحلة الثانوية ‘ و لكن سريعا و مع مرور الوقت يندمج الطالب في هذا الجو الجديد و الغير مألوف ‘ و خلال المرحلة الدراسية يمر بالعديد من التجارب التى ستصقل شخصيته و تغير من طباعه متأثرا بتنوع الثقافات داخل أسوار الجامعة ، و ينهل من معارفها مرورا بكمية هائلة من المعلومات و المعارف ؛ ينمو بداخله السعي و الشغف نحو تحقيق ذاك الهدف المنشود؛ و بعد انتهاء مرحلة الدراسة الجامعية يتجه الطالب نحو سوق العمل و يصطدم بالواقع الموجود من شح فرص العمل, الافتقار للخبرة الكافية لممارسة و مزاولة العمل , ضغف المهارات العملية لديه , يقف حائرا أمام هذا العالم الغريب في دوامة من التشتت و الضياع يجد أن ما كان في العروض المقدمة من قبل الجامعة عبارة عن أوهام و كأن شيئا لم يكن... من المسؤول ؟ طرفان هما :الجامعة,الطالب الجامعي كان يجب على الجامعة: توفير برامج تدريبية للطلبة , العمل بشكل كبير على كسر الحواجز بين الطالب و احتياجات سوق العمل,توظيف كادر مميز و مؤهل في التخصصات المختلفة, إعطاء أولوية للجانب العملي و العمل على مواكبة التطورات داخل المجتمع و سوق العمل ؛ لتخريج طلبة مؤهلين للتعامل بكفاءة و مهنية عالية داخل سوق العمل و إثراء سوق العمل بالكفاءات التى من شأنها المساهمة في تقدم المجتمع و تطوره الطالب الجامعي: لا يجب على الطالب الإعتماد بشكل كامل على الجامعة ؛ بل هناك دور يقع على عاتق الطالب للبحث بشكل أكبر لزيادة المعرفة و الخبرة ؛ السعي لاكتساب الخبرات من خلال التوجه لسوق العمل و الإطلاع على بيئة سوق العمل و احتياجاتها. و يجب أن يكون هناك رقابة على المؤسسات التعليمية و على برامجها التعليمية و الضغط بإتجاه تنمية و تطوير قدرات الطلبة و تأهيلهم لسوق العمل و التحديات الممكنة لتخريج كوادر على قدرعال من الكفاءة من شأنها المساهمة في تطوير و بناء المجتمع

البوابة 24