تترك العديد من الكوارث الطبيعية آثاراً سلبية كبيرة على الاقتصاد العالمي، علاوة على خسائر بشرية هائلة، وأخرى اقتصادية فادحة والتي تحتاج الدول سنوات للتعافي منها.

ونتج عن الكوارث الطبيعية على رأسها الزلازل والفيضانات والأعاصير المدارية العديد من أضرار الكبيرة، ويبدو أنها اكثر ضرراً بالاقتصاد من أي قطاعات أخرى.

 

كما سلط الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، فجر الاثنين، على الخسائر الاقتصادية التاريخية الهائلة، التي يمكن تتسبب بها الكوارث الطبيعة.

والجدير بالإشارة ضربت هزة أرضية عنيفة بلغت قوتها 7.9 درجة جنوب تركيا في فجر يوم الاثنين، ووصلت ارتدادات الزلزال إلى العديد من الأماكن، حيث شعر به سكان سوريا ولبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، وقد راح ضحيته الآلاف من القتلى والجرحى في تركيا وسوريا، علاوة على سقوط عدد كبير من المباني وحصار العشرات تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج.

كما أطلقت السلطات التركية درجة الإنذار الرابعة وهي تعني طلب مساعدة دولية، ويعمل الجيش التركي على نقل الفرق الطبية إلى المناطق المتضررة.

ووفقًا لآخر حصيلة معلنة، فقد راح ضحية الزلزال المدمر المئات القتلى وآلاف الجرحى، لذلك يعتبر أكبر زلزال تشهده تركيا منذ قرن على الأقل.

أعنف الزلازل في العالم

وبحسب تقرير حديث نشرته منصة " statistics"، حدثت أعنف الزلازل من حيث الأضرار الاقتصادية في كافة أنحاء العالم منذ عام 1980 إلى عام 2022، ومن بينها ما يلي:

زلزال توهوكو في اليابان

لفتت المنصة إلى أن الزلزال الذي وقع في اليابان وتحديداً خارج "توهوكو"، في عام 2011، نتج عنه أضرار اقتصادية كبيرة، حيث حدثت كارثة "تسونامي"عقب وقوع الزلزال الذي أصاب المفاعل النووي في "فوكوشيما"، ونتج عنه كوارث نووية كبرى، وبلغ حجم الخسائر الاقتصادية نحو 210 مليارات دولار.

وأفادت منصة " statistics" بأن الزلزال الذي نتج عنه ثاني أعلى مجموع من ناحية الأضرار الاقتصادية كان في اليابان أيضا في يناير عام 1995 وبلغت حجم الخسائر نحو 100 مليار دولار.

زلزال سيشوان في الصين

وعقب وقوع زلزال اليابان حدث زلزال سيشوان في الصين في عام 2008، الذي نتج عنه خسائر اقتصادية هائلة وصلت إلى 85 مليار دولار.

زلزال لوس أنجلوس الأمريكية 

كما ضرب الزلزال أخر مدينة لوس أنجلوس الأميركية عام 1994 بلغت حجم خسائره نحو 44 مليار دولار، بينما يعتبر الزلزال الذي ضرب اليابان عام 2016 كخامس أعنف زلزال من حيث الخسائر الاقتصادية التي وصلت إلى 32 مليار دولار.

أعلى زلزال في الوفيات

أما عن الزلازل الذي تسبب في وقوع العديد من الوفيات منذ عام 1900، وصل زلزال تانغشان في الصين في عام 1976 أعلى نسبة عدد الضحايا نحو 242 ألف حالة وفاة، بينما تجاوز زلزال هايتي عام 2010 عن 222 ألف حالة وفاة.

أما عن زلزال تركيا الاثنين، فلم يتم تحديد بعد حجم الخسائر الاقتصادية أو البشرية أو أكثر القطاعات المتأثرة، فيما يستمر إحصاء عدد الضحايا من قتلى وجرحى في الزلزال الذي وقع جنوب شرقي البلاد.

زلزال تركيا أكبر كارثة طبيعية 

 

ويعتبر هذا الزلزال الذي ضرب تركيا – واحد من أكبر 20 اقتصادا عالميا- كارثة طبيعية، والذي بلغ قوته نحو 7.8 درجة على مقياس ريختر، والذي حدث للمرة الثانية في 24 عاما، حيث كان أشد زلزال وجهته تركيا في عام 1999 بأكثر من 7.9 درجة على مقياس ريختر.

زلزال تركيا يضرب العاصمة الصناعية 

وضرب مركز الزلزال في تركيا هذه المرة، العديد من عواصم الإنتاج والصناعة الضرورية والهامة في البلاد، وهي مدينة غازي عنتاب، التي كانت ستصبح العاصمة الصناعية لتركيا، بسبب آلاف المصانع الموجودة هناك.

ووفقًا لبيانات تركية رسمية، فقد تعطل الإنتاج على مدى واسع في مدينة غازي عنتاب خوفاً من وقوع هزات ارتدادية في الساعات القادمة.

والجدير بالإشارة ان الزلزال المدمر في تركيا يمكن أن يؤثر على قطاع السياحة في تركيا، خلال فترة قصيرة الأمد لا تتعدى أسابيع قليلة، لحين عودة الحياة الي طبيعتها واستعادة الثقة وعودة استقرار الحياة الاقتصادية في كل الدولة، إلا أن مناطق جنوب شرقي تركيا التي شهدت الزلزال، تعد من أقل المناطق جذبا للسياح.

وأعلنت إدارة الطوارئ التركية، الاثنين، إن الزلزال ادى الى انهيار نحو 2824 مبنى.

ومن جهته، كشف فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، أن المدارس والمساكن الجامعية لم يحدث بها ضرر، فيما أعلن توقف المدارس في 10 ولايات لمدة أسبوع جراء الزلزال، مضيفًا أنه تم إرسال وتشغيل 102 محطة بث متنقل للهواتف المحمولة إلى المناطق المتأثرة بالزلزال، مشيرًا إلى أنه تم تعطيل مطار هطاي، علاوة على تعطيل حركة الطيران المدني في ولايتي قهرمان مرعش وعنتاب.

ولفت أوقطاي، إلى أن الجهات المسؤولة قامت بوقف إمداد مناطق عدة بالغاز الطبيعي بسبب الزلزال.