قال أحمد ملاعبة، أستاذ الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية بالأردن، إن السدود التي شيدتها تركيا على حساب سوريا والعراق، كان لها دور جيولوجي في الزلزال الكبير الذي وقع فجر الإثنين الماضي.
سبب بيولوجي
وأضاف أن السدود لم تكن السبب الرئيسي إلا أنها ساعدت في وقوع الزلزال من ناحية جيولوجية، لافتاً إلى أن "السدود التركية بلغت ذروتها، وباتت أحد أكبر السدود في العالم من حيث المخزون، ووصل المخزون الاستراتيجي لهذه السدود أكثر من 651 مليار متر مكعب".
وأشار إلى أن هذه الكمية من المياه تؤثر بشكل مباشر على القشرة الأرضية وعلى الأرض بالكامل، وتعادل عشر أضعاف سد النهضة، متابعاً: "تعني كميات المياه هذه الكثير أولاً بالنسبة للأرض بشكل كامل، حيث تؤخر ولو لثواني حركة دوران الأرض بسبب هذا الثقل، وفي حال توزعت المياه في أماكن أخرى في اليابسة ربما تكون الأمور أسهل مما هو عليه الآن".
تسرب المياه
وأضاف أن "المياه تتسرب عن طريق الشقوق والكسور والفواصل في الأرض، فتنزل إلى الأحواض الجوفية، وتكون هذه الأحواض بطبيعة الحال مشبعة بالمياه"، موضحاً أنه في حال "زادت المياه قد يؤدي إلى تمددها وزيادة كمية الماء الذي تخزنه وأيضا تتسبب في عملية تمدد أو توسع للكسور الموجودة في الأحواض الجوفية مما يتسبب في خلخلة أو تكسير هذه الفوالق وهذا ما حدث بالفعل".
وحول ما إذا كان هذا هو سبب الزلزال، قال الخبير والأكاديمي الأردني، إن "هذا يسبب زلزالاً، إلا أنه في الوضع الحالي في الأناضول ربما يكون ساعد لأن النقطة الرئيسية هي النقطة التكتونية وحركة الصفائح وخاصة الصفيحة العربية باتجاه الصفيحة الأوراسية أو الصفيحة الأناضولية الصغيرة".
أما عن ما إذا كانت السدود الكبيرة في تركيا قد زادت من قوة الزلزال، رد ملاعبة، "نعم.. في حال كانت هناك حركة لهذه الفوالق التحت أرضية والكسور فإنها مع مياه تترشح أو تنزل إلى هذه الأحواض تزيد من مساحة أسطح الفوالق ومن ثم تؤدي إلى عمل حركة بنفس الحركة التكتونية التي تحصل بسبب الصفائح، إلا أنه على مستوى الفوالق قد تمتد إلى 100 كيلومتر".