الإفراط في تدليل الطفل وعواقبه الوخيمة

بقلم: جلال نشوا

 قبل عقدين من الزمن ، كنت في زيارة لأحد الأصدقاء وزميل الدراسة في جامعة القاهرة ، ولفت نظري أن هذا الصديق كان مفرطاً في تدليل ابنه ، وفي تلك الزيارة ، نصحته أن لا يفرط في تدليله ، وشاء القدر أن نلتقي مرة أخرى ، وغدا الطفل شاباً يافعاً ، وبدأت أشعر علامات الندم في عيون صديقي ، وبادرت بسؤاله ... فاجابني على الفور ، وقال يا ليتني لم ادلله ايها السادة الأفاضل: اعتياد الطفل المدلل على الحصول على الأشياء بسهولة، يجعل من الصعب عليه أن يشعر بالإمتنان وهنا سيكون الطفل غير متفاعلاً متفاعل مع البيئة المحيطة به ويفقد على التواصل الاجتماعي وإقامة العلاقات أو الحفاظ عليها . إن الطفل المدلل غالباً ما يكون أنانياً، يستمتع بالسيطرة على كل من حوله إلى درجة يصبح فيها متسلطاً مما يجعل من الصعب إرضاءه في المستقبل، وقد يعاني كل من حوله من طباعه الصعبة وسيطرته المخيفة وفي الحقيقة: يتطلب التعامل مع طفل مدلل الصبر والتفهم، وهنا يجب على أولياء الأمور التصرف بحكمة و حذر شديد حتى لا يتسببوا في المزيد من المشاكل. لذلك من المهم أن يتم استغلال الوقت المتاح بحكمة لتعديل سلوك الطفل، والإستفادة من الوقت الذي يقضونه مع أطفالهم على أفضل وجه لتعديل سلوكياتهم. تدليل أولياء الأمور لأطفالهم وإشعارهم بالحب والحنان شيء ضروري في تربيتهم ولكن دون الإفراط بالتدليل , حيث أن الدلال مطلوب ولكن بان لا يزيد عن الحد فلا إفراط ولا تفريط . ايها السادة الأفاضل: اعطوا الحنان وعودوهم على الانضباط ليتحملوا المسؤولية اجعلوهم يشاركونكم في بعض شؤون البيت وكل ذلك بما يتناسب مع طبيعته وعمره لتعويده على تحمل المسؤولية وفروا لهم الألعاب المفيدة ، خاصة الني تعتمد على الذكاء تحسسوا هواياتهم فالكثير منهم يرغب بالرسم قننوا اليوتيوب وفروا ألعاب التسلية ... من واقع المجتمع الفلسطيني والعربي يتضح لنا أن عدم الانضباط واتباع قواعد التهذيب أو الاستماع إلى توجيهات أولياء الأمور له عواقب وخيمة ، فالتمرد على كل شيء، والإصرار على تنفيذ رغباته ، سينتج لنا طفلاً عنيفاً وستكون النتيجة ما لا يحمد عقباها ومنها أن يغدو شاباً متسلطاً لايؤمن بالآخر ، وذلك بفرض رأيه وعدم احترام الآخرين. احذروا الإفراط في التدليل فالطفل المدلل يغضب دائماً ويثور باستمرار ولا يتحمل الضغوط والأزمات مستقبلاً إن هناك حدوداً للعطاء والتدليل ، لنطبق الحكمة التي تقول ( كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده) النماذج الصادمة التي نراها في واقعنا مؤلمة من عقوق الوالدين ، أعطى الآباء كل مايملكون وسخروا حياتهم لابنائهم ، وبسبب الإفراط في التدليل حددوا من عدم الإحترام و الإساءة وقصف آبائهم بالكلمات النابية ، وقلة الإحسان وفي المقابل نجد نماذج مفرحة وتدعو للإعتزاز وبالفخر بأبناء غدوا ناجحين قدموا لإبائهم وأمهاتهم الكثير أتذكر وأنا في الصفاء والمروة رأيت شاباً جزائرياً يسعى بأمه الكفيفة ، مما جعلني أشعر بالإعتزاز ولن أنسى ذلك المشهد ما دمت حياً ايها الآباء الأفاضل أيتها الأمهات الكريمات جودوا على أبناءكم بالعطاء والحنان ولكن .... دون إفراط فكما اعطيتم بسخاء ، سيعطونكم كل شيئ جميل وتبقى قضية تدليل الطفل لا إفراط ولا تفريط الكاتب الصحفى جلال نشوان

البوابة 24