الطفل المعجزة أو المعجزة الإلهية هكذا وصفته الكثير من وسائل الإعلام حول العالم، حيث خطف قلوب الملايين حول العالم، بضحكاته البريئة بعد أن انتشله عمال الإغاثة في منطقة أنطاكيا بهاتاي، وهي من أكثر المدن التركية تضرراً من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا فجر يوم الاثنين الماضي، تكشفت تفاصيل جديدة عن الرضيع الصغير.
معجزة إلهية وسط الخراب
وجاء ذلك بعد أن التقطت عدسات الكاميرات والهواتف المحمولة، صور توثق لحظة خروج الطفل التركي، والذي لم تكشف هويته، ويشار إلى أنه كان بمفرده، والمثير للدهشة والعجب أن الطفل الرضيع ظل كل هذه المدة منذ حدوث الزلزال فجر يوم الاثنين، تحت الأنقاض بدون والدته ولا أي شخص معه.
ووفقًا ما نشرته وكالة "الأناضول" التركية للأنباء فقد تم انقاذ الطفل الرضيع، ذو العيون الزرقاء الواسعة والشعر الأشقر، الذي تداولت صوره على نطاق واسع، بمنطقة "الاسكندرون"، وتم نقله إلى المستشفى، لمتابعة وضعه الصحي وتقديم الرعاية الطبية به.
لم نعثر على أمه وأبيه
ومن جانبها، كشفت أوضحت نائبة رئيس الأطباء في المستشفى، وهي اختصاصية بطب الأطفال، نورسا كسكين، أنه لم يتم التوصل إلى والدة الطفل ووالده بعد، قائلة :"بقي الصغير تحت الأنقاض لمدة 5 أيام. ثم نقل إلى المستشفى بواسطة الإسعاف الجوي، لكن حالته العامة جيدة، فهو بخير".
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "يني شفق" التركية، لفتت "كسكين"، في الوقت عينه، إلى أن علاجه ومراقبته مستمرة حتى تستقر حالته بشكل تام، مشددة على أن طاقم المستشفى يبذل كافة جهوده من أجل تحديد هوية أهله، بالتنسيق مع النيابة العامة وقوات الشرطة ووزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية. وختمت قائلة: "سيبقى هذا الطفل معنا حتى الانتهاء من البحث، وإلى حينه نحن أمه وأبوه".
أردوغان يتعهد بدعم ضحايا الزلزال
ومن جهته، أكد رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، خلال مؤتمر صحفي، أمس السبت، إن عدد الضحايا والمتضررين من الزلزال المدمر بالمناطق المنكوبة ومحيطها وصل إلى 20 مليون مواطن، لافتًا إلى أن فرق الإنقاذ والبحث استكملت عملها في عدد من المدن والمناطق المتضررة.
كما أشار الرئيس التركي، إلى أن الزلزال الأخير تسبب في دمار بمساحة 500 كيلومتر، مضيفًا عن ارتفاع عدد ضحايا الزلزال في تركيا إلى أكثر من 80 ألفا.
وتعهد "أردوغان"، خلال كلمته للشعب: "نعد شعبنا بأن ننجز عملية إعادة الإعمار في غضون عام واحد فقط"، موضحًا أن 160 ألف عامل في البحث والإنقاذ من داخل تركيا وخارجها يواصلون العمل بالليل والنهار.
انقاذ الأطفال يرفع من الروح المعنوية
ويجدر الإشارة إلى أن استخراج العديد من الأطفال من تحت الانقاض، أدى إلى رفع معنويات فرق الانقاذ المنهكة التي تبحث عن ناجين في اليوم الخامس بعد الزلزال المدمر.
وبحسب الكثير من المقاطع المصورة التي تم تداولها من قبل أجهزة التصدي للكوارث، فأنه تمكنت فرق الانقاذ من انتشال 7 أطفال على الأقل، يوم الجمعة.
وتستمر أطقم الإنقاذ، وعلى رأسها فرق متخصصة من عشرات البلدان، في العمل طوال الليل وسط أنقاض آلاف المباني المحطمة وفي برودة قارصة، وكان العمال يطالبون بالتزام الصمت بينما يتحسسون السمع ليلتقطوا أي صوت يدل على حياة وسط أكوام الركام التي خلفها الزلزال.
والجدير بالذكر أن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته نحو 7,8 ، وراح ضحيته أكثر من 35 ألف قتيل حتى الساعة، علاوة على تشريد الملايين في سوريا وتركيا، كما يتم مئات الأطفال أيضاً في البلدبن.
