البوابة 24

البوابة 24

ألف ليلة وليلة

بقلم: ميسون كحيل

تضاؤل فرص النجاة،ثلاث كلمات تم ترديدها عقب مرور عدة أيام على وقوع الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال سوريا في الأسبوع الأول من شهر فبراير، تصريحات أثارت الحزن والأسى في نفوس أهالي قطاع غزة وكأن الزلزال اصابهم مع تشابه الأوضاع وتضاؤل الفرص وهم لا زالوا يعيشون ارتداد  عدة حروب طاحنة خلال ال 20 ماضية.

تلك الكلمات الثلاث، تثير الحنق والغضب لدى كل انسان حر، فالثواني هي الأغلى والأعلى قيمة على الاطلاق، ففيها سيتم احياء نفس، ومن أحياها كمن أحيا الناس جميعاً، كما قال الرسول الكريم.

لقد شعرنا نحن الغزيون الذين عشنا أهوال الحروب على مدار 20 عاماً مضت بما شعر به الأتراك والسوريون، فالثواني التي عاشوها وأحدثت تلك الكارثة، عشناها أيام وليالي طويلة، كانت الطائرات والمدافع تدك البيوت على رؤوس الناس الآمنين.

ان محاربة الزمن في سبيل الوصول الى أكبر عدد من الناجين والطرق التي يتم استخدامها للوصول اليهم وانقاذهم، مثير للاعجاب والفخر بأن هناك من البشر يقدرون قيمة الانسان و يجاهدون في سبيل انقاذه، لكن ما يثير الحسرة هو أننا في قطاع غزة، أموات في عداد الأحياء.فحالنا في قطاع غزة، لا يوجد له مثيل، و الناس هنا مجرد أرقام، وهناك من يعتبرهم مجرد خزان بشري يتم استخدامه حسب الحاجة، و الشعارات الخادعة التي يستخدمها البعض هنا في فلسطين المحتلة حول قيمة الانسان ما هي الا أكذوبة وخدعة، تفضحها الأعوام التي مرت وتكرشت فيها بعض البطون وصار بعض الفقراء في مصاف المليونيرات وغادروا البقعة الصغيرة المحاصرة التي تسمى قطاع غزة.

السؤال الذي يطرح نفسه، متى سيسمع أهالي قطاع غزة، صوت الأحياء وصوت المعاول لانقاذ الناس هنا؟ هيهات أن يحصل.. فهل يعود مجددا طائر العنقاء ويخرج من تحت الأنقاض أم ستبقى غزة حكاية منسية في حكايات ألف ليلة وليلة؟

كاتم الصوت: نعيش الأوهام والأحلام ، نتمسك بالأساطير، نبحث عن السندباد في ظلام لا يرى منه الا قصة بائع الوطن.

كلام في سرك: حدثني بإستهزاء وهل تختلف الضفة عن غزة؟ حصار واحتلال و شخوص تؤسس إمارة لنفسها! 

رسالة: بعد اطفال الأر بي جي وأطفال الحجارة انتشر في المكان ابناء الطبقة المخملية (أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24