من المعروف أن مياه الأرض ترتفع نتيجة الاحتباس الحراري، إلا أن العلماء لديهم الآن صورة أكثر دقة لمدى ارتفاع مستويات سطح البحر حول العالم.

ويوجد لدى الغطاء الجليدي بالقطب الجنوبي والصفائح الجليدية في غرينلاند - وهما أكبر مصدرين لذوبان الجليد - نحو 99% من المياه العذبة على الأرض.

وبجسب الدراسة الجديدة، فإنه في أسوأ السيناريوهات، سوف تضيف المياه الذائبة من الصفيحة الجليدية في القطب الجنوبي في الجنوب والصفائح الجليدية في غرينلاند في الشمال نحو 4.6 قدما (1.4 متر) إلى مستويات سطح البحر بحلول عام 2150.

وبالرغم من أن هذا ربما يكون مقلقاً، إلا أنه لا يأخذ في الحسبان مصادر ارتفاع مستويات سطح البحر الأخرى، مثل القمم الجليدية والمنصات العائمة للجليد التي ذابت أيضاً.

متوسط سطح البحر العالمي

وأكد الباحثون، أن متوسط مستوى سطح البحر العالمي ف

فد ارتفع بحوالي 7.8 بوصات (20 سم) في القرن الماضي، ومن المتوقع أن يتسارع هذا الاتجاه مع الاحتباس الحراري.

ويقول الباحثون في ورقتهم التي نشرت في Nature Communications: "في ظل وجود نسبة ضخمة من سكان العالم يعيشون بالقرب من السواحل، فيجب تقديم توقعات دقيقة لاتجاهات مستوى سطح البحر عالميا وإقليميا في المستقبل".

وتظهر نتائج الدراسة أن تقديرات ارتفاع مستوى سطح البحر مستقبلا تعتمد بشكل رئيسي على التفاعلات المعقدة بين الصفائح الجليدية والجبال الجليدية والمحيط والغلاف الجوي.

وبالرغم من أن الجليد الذائب من الطبقتين الجليديتين لا يعد السبب الوحيد لارتفاع مستوى سطح البحر، إلا أنه يعد أكبر المصادر.

سيناريوهات النمذجة

وفيما يتعلق بالدراسة الجديدة، فقد أجرى الخبراء عمليات محاكاة لنمذجة المناخ وفقاً لأحدث المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة (SSPs).

وأظهرت سيناريوهات النمذجة الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، عدة طرق مختلفة قد يتغير بها العالم ويستخدمها الباحثون بشكل متكرر.

وتتراوح السيناريوهات الخمسة من SSP1-1.9 حيث تكون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون "منخفضة جدا'' وتم تخفيضها إلى صافي صفر مع حلول عام 2050، إلى السيناريو الأسوأ المخيف SSP5-8.5، حيث تتضاعف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ثلاث مرات بحلول عام 2075.

وتوصل الباحثون إلى أنه في حالة حدوث SSP5-8.5، فإن قدرة الطبقتين الجليديتين وحدهما على ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي ستكون 4.6 قدم (1.4 متر) بحلول عام 2150.

وفي إطار سيناريوهين آخرين لـ SSP، كان ارتفاع مستوى سطح البحر أقل حدة - 0.6 قدم (0.2 متر) لـ SSP1 و4.6 قدم (1.4 متر) بحلول عام 2150.

ولسوء الحظ، اكتشف الباحثون أن التقليل من الاحترار العالمي إلى 3.6 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية) فوق مستويات ما قبل الصناعة - وهو هدف أساسي لاتفاقية باريس - لن يكون كافياً لإبطاء معدل ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي.