رد جلال الدبيك، مدير وحدة علوم الأرض في جامعة النجاح، على سؤال يتعلق بإمكانية تعرض فلسطين لزلزال بقوة كبيرة، خاصة في ظل الهزة الأرضية التي شعر بها الفلسطينيون شمال الضفة أمس بعد الزلزالين الجديدين الذين ضربا تركيا وسوريا.
وقال الدبيك: "ممكن، ولا يمكن لأحد الإجابة على ذلك نظراً لكون علم الزلازل احتمالي ويحدث فجأة، ولا يوجد تحذير مسبق حول حدوث زلزال، والتحذير يكون فقط من خلال البناء الصحيح للمباني وإنشاء إدارة للكوارث وبناء وطن بطريقة صحيحة".
زلزال قوي
وأضاف الديبك، خلال حديثه مع الإذاعة الرسمية: "هذه الهزات الخفيفة ربما يتبعها زلزال قوي وقد لا يتبعها".
وتابع: "شعور المواطنين في شمال الضفة بهزة أرضية أمس كان صحيحًا، بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا الليلة الماضية بقوة متوسطة إلى قوية (6.4) درجة على مقياس ريختر".
وأوضح: "يختلف شعور المواطنين بالهزات وفقاً للتواجد على أرضية طينية رخوة فالشعور يكون أكثر من التواجد على أرض صخرية، كما أن المباني العالية يكون الشعور بها أكثر، فهناك الكثير من العوامل التي تتحكم بالشعور في الهزة الأرضية أو بتأثيرها على المباني".
وأشار الدبيك، إلى أن "كل المباني التي انهارت أثناء زلزال تركيا وسوريا المدمر كانوسببها إما أخطاء في البناء أو مشكلة في التربة، ولكن بشأن المباني والأنماط الخاطئة التي كانت تستخدم هناك ما لا يقل عن 12-17 نمط لا يفضل استخدامها، وهناك طريقة واحدة كانت السبب في انهيار نحو 60% من المباني بشكل كلي، وهي بناء طابق (رخو) يقف على أعمدة فقط ما يسمى بـ"الكراج"، وتكون بقية الطوابق يتوفر بها جدران".
طرق الوقاية
وأوضح:" يجب بناء كراح في البنايات كما يجب غلق بعض الجدران، ليس وقوف الطابق على أعمدة فقط".
وأضاف: "نحن نتحرك الان، ومنذ 20 عاما ونحن نتكلم في الموضوع، وندعوا المواطنين وأصحاب المباني إلى أخذ الحذر ومعالجة ذلك بتكلفة بسيطة جداً، عبر إضافة جدران تربيط بشكل متماثل وبطريقة هندسية، ومن ثم عوضاً عن حدوث انهيار كلي للمبنى، يحدث تشققات فقط، وهناك أخطاء أخرى يصعب معالجتها الآن".
وتابع: "أما عن المباني الجديدة فيجب على البلديات والمؤسسات ونقابة المهندسين عدم السماح لهذا النوع من المباني، نظراً لخطورة هذا النمط".
وقال: "الكثير من المباني في فلسطين خاصة القديمة وبعض المباني الجديدة، لا تتوافق مع متطلبات الحد الأدنى لمقاومة الزلازل ومن ثم قابلية التضرر عالية".
واشار إلى أن ربع إلى ثلث المباني قابلة للتضرر بشكل كبير، وربع إلى ثلث متوسطة، والنصف إلى 40% معقولة.
وتابع: "جزء قد ينهار بشكل كامل، وجزء ينهار بشكل جزئي، وجزء قد يتشقق أو يتصدع فقط".
