هم لهم رمضانهم ونحن لنا رمضاننا

بقلم :_ منى الفارس

قالت لي احدى السيدات يا ريت ربنا يقبل دعواتي ان يجعل للفقراء شهر رمضان خاص بهم وللاغنياء شهر رمضان خاص بهم نحن لا نريد أن نصوم معهم هم يذهبون لمحلات التموين يتهافتون على البضائع بشراهة فيزيد طمع أصحاب المحلات بتهافتهم ويرفعون اسعار البضائع بينما نحن الفقراء نذهب للسوبر ماركت لنفتش عن كل شيء رخيص يناسب ميزانيتنا المتواضعة احيانا نفتش على كل شيء عليه عرض حتى لو كان تاريخ انتهاء صلاحيته قد اقترب نحن لا نريد سوى حاجات تسد رمقنا ورمق أطفالنا، نحن نذهب لمحلات الخضار نعد حبات البندورة او الخيار او اي نوع من الخضار بالحبة ونتوجه للبائع الخضار ليحملق بعيونه نحونا ويتمتم بس هدول نجيبه نعم ويزن لنا ما اخترناه على عجل ليخلص من وجودنا في محله بينما يستقبل ذلك الرجل الذي يدخل محله بصحبته مرافقيه الذين يحملون عنه الأكياس وهو يتمختر ويختار كل ما لذ وطاب من الخضار والفواكه وبعد انتهائه يفتح محفظة نقوده المتخمة بالنقود ليعطي البائع الحساب ويقابله البائع بنظرات الفرح وحركات اليدين الراقصة لتوديعه وأحيانا يحمل له الأكياس ليوصلها الى سيارة الجيب الفخمة التي يمتلكها .

نقف نحن ننظر لهذا الرجل ولهذا البائع الذي لا تعنيه الأسعار ولا تشكل له أي عبء فالنقود متوفر لديه والبائع الذي يرفع الاسعار كما يشاء من غير رقيب ولا حسيب ويقول لنا هيك الأسعار الي مش عاجبه لا يشتري رجاءا اخرج من المحل وجودك يعطل حركة غيرك من الزبائن.

إن هذه أمثلة على محلات السوبر ماركت والخضار وعلى شاكلتها ما يحدث معنا في محلات الدواجن واللحوم والاسماك كل ذلك يحصل في شهر رمضان وتبدأ مهرجانات عروض الأسعار المزيفة واستقطاب الزباين قبل حلول الشهر الكريم .

لذلك ندعوا يا ربنا الكريم اقسمها بيننا هم لهم رمضانكم ونحن لنا رمضاننا لا نريد أن نصوم معهم هم سبب جوعنا وحرماننا واذا تكرمت علينا افصل بيننا في كل شيء تقدر على فصله احمنا من جشعهم وعنجيهتم وقسوة قلوبهم وموت ضميرهم فأنت الاقدر عليهم.

البوابة 24