لم نَعُدْ مثلما كنّا

 سليم النفار
 سليم النفار

   لم نَعُدْ مثلما كنّا
                                                                                     سليم النفار
لم نَعُدْ مثلما كنّا في مرايا البحرْ
نرسمُ الآتيْ في ضلوعِ الصراعْ:
شمسَ أُغنيةٍ ،
 لا تنامُ على برّها، لو تداعتْ قلاعْ
لم نَعُدْ مثلما كنّا.
خبّأتنا تفاصيلُنا في هُتافِ النشيدِ البعيدْ
واحترقنا صعوداً، على خطوِ غايتنا
لم نرَ صورةَ المخبوءِ، على شكلِ رايتنا
لم نُدرِّبْ نجومَ النّهارِ، على سرجها
لم نُدرّبْ نساءَ البلاطِ ، على شكلها
مثلما يشتهي حاكمٌ ، في الزمان الجديدْ
هلْ نسينا عثار الطريقْ؟
سُقمَ غربتنا
شكل فرحتنا ؛ لو تهادى إلينا بريقْ
لون رايتنا 
في اتساع المدى، والصّدى صوتهمْ:
ها هنا أو هناكَ، شهيدٌ يُحاذيْ شهيدْ ؟!
لم نَعُدْ مثلما كنّا.
 منذُ أزمنةٍ قد وَجَدْنا هنا:
صورةً
 لم تكنْ غيرنا 


حدّثتني هنا جدّتي في مساءٍ قديمْ :
عن تفاصيلِهمْ في خضيضِ الزمانْ
كيفَ كانوا بسيطاً ،
يُجيدونَ معنى الحياةْ
ينشرونَ الأمانَ ، على أسطحِ الأيامْ
مثلما ينشرونَ الغسيلَ ،
ولا شيءَ يعلو هنا فوقهمْ 
صورةً 
معنى ... غير أسمائهمْ في سفوحِ الغمامْ
لم يخافوا صقيعَ الحكاياتْ؛
خفيفاً مضى فجرهمْ
حاملاً صوتهمْ في سطورِ الكلامْ
لم يُجافوا حقيقَ الأمانيْ؛
و أنَّ الأغانيْ بهمْ
صهلةُ الوجدِ في كلِّ فاصلةٍ 
في تناثرهمْ حيثما نادوا
أو تنادتْ سماءْ
هكذا كانوا
صورةً لم تكنْ غيرنا
لم تُفارقْ خُطىً في هُبوبِ الضّياعْ
على رسلها تبذرُ الأرضَ قمحاً، وحبّاً،
هيَ الأرضُ قد علّمتهمْ:
فناختْ جيادُ النجومْ
لم تُعافرْ طريقاً بهمْ
لم تُخاصمْ وصايا الجدودْ
درّبوا قلبهمْ أنْ يُطاوعْ نداءَ المحبةْ؛
فلم يكرهوا جارهمْ
لا... ولا بعثروا ضوئهمْ في نحيبِ الرّعودْ
لم يُعادوا مسيحاً، حنيفاً، سواهمْ أو يهودْ
هكذا درّبوا وعيهمْ
واستطابوا الهواءَ على وسعهِ
في جبالٍ هنا أو وهادْ
إنَّهمْ صوتُنا في عُبابِ الزمانْ
إنّهمْ ... إننا
لم تكنْ بيننا شاهقاتُ السحابْ
أو عَناءُ الطريقْ
في مساءٍ مُضاءْ
لم يكنْ بيننا
غير وجدٍ تنامى في اشتعالِ الخُطى
في زمانٍ ، بنا لويفيقْ
هلْ خسرنا رؤىً
أمْ خطىً لا تضيقْ؟
ربّما صاعدٌ هجسيْ في اختلاطِ الدروبْ
في غياب الذي نشتهيْ من غناءْ
غير أنَّ الهوى حاضرٌ 
دائماً في اتساعِ الرحيلْ
لو غفتْ دربنا في الايابْ
لو تداعتْ تفاصيلنا في ارتباكِ الصّدى،
أو هدير العتابْ
دائماً حاضرٌ
لونُ أيامٍ في الرحاب
ها هنا أو هناكْ
غير أنيْ، على مهلِ أجرحُ الأفقَ
حيثما قد تدلّى من سحابْ
هاهنا أو هناكْ
تنفرونَ كماءِ النبعْ:
 بارداً ... 
يروي تأتأتِ السؤالْ

البوابة 24