البوابة 24

البوابة 24

الحصان الأسود الأصيل

ميسون كحيل
ميسون كحيل

بقلم: ميسون كحيل

الفرق بين الإنسان الصادق في وطنيته عن الآخرين؛ أن حساباته وتقييمه للأوضاع تنبع من مدى حرصه على المصلحة العامة المرتبطة تماماً بمصلحة الوطن والقضية والشعب. أما الآخرين المشار إليهم هنا، فهم الذين قرروا وضع حساباتهم الشخصية على أولويات أهدافهم التي يجب تحقيقها مهما كان الثمن مع توهمات أن فتح بذلك ستصاب بالضعف ولن تكون قادرة على خوض الانتخابات بالشكل الذي اعتادت عليه الجماهير الفلسطينية، والمؤسف أن استهداف حركة فتح لم يقتصر على من هم خارجها بل امتد لينضم إليه عدد من أبناءها. وهذا لا يمنع التنويه، أن القيادة الفلسطينية الفتحاوية استعجلت نوعا ما في بعض قراراتها العاجلة المتعلقة بإدارة فتح للانتخابات، كما امتنعت عن التعامل بجدية مع قرارات تتعلق بالإنسان الفلسطيني، رغم كل النداءات خاصة تلك المتعلقة بقضايا الرواتب والتقاعد والتفريغات والمساعدات، ولم تحرك ساكناً لتصرفات بعض الأطراف الأخرى؛ التي منها من استغلت وتستغل الظروف والتوقيت في تثبيت وتفريغ عناصرها، ومنها أيضاً من تستغل حاجة الإنسان الفلسطيني واستغلاله مالياً، وفي إطلاق منصة للوعود المستقبلية في لعبة شراء الذمم.

في الواقع ما من فلسطيني وطني على وجه الأرض يشعر بالرضا عما وصلت إليه فتح من اختلافات وخلافات، وتحديات وقد ملأت مردوداتها الشارع الفلسطيني. فالكل الفلسطيني ينظر إلى فتح نظرة الأمل؛ لأنها أول البدايات وصاحبة الرصاصة الأولى في الكفاح المسلح، ولأنها المرآة التي تعكس الصورة جيداً عند الوقوف أمامها، ففتح تشبه شعبها. ومن هنا، وانطلاقاً من الرغبة في العودة عن الخطأ، وبذل كل الجهود من اجل لملمة الأوراق المبعثرة، لا بد من الدعوة سريعاً لعقد اجتماع موسع لقيادات وكوادر حركة فتح يضم أعضاء المركزية والمجلس الثوري و كذلك الاستشاري، وكافة أعضاء الأقاليم وعلى طريقة المؤتمر الحركي لدراسة كل ما حدث مع كشف كواليس التطورات الأخيرة، و توضيحها لمناقشة امكانية توحيد الموقف ومنح فرصة للآخرين، و وضع خطة كاملة لإدارة وتنظيم خط سير الحركة الانتخابي، وإيجاد السبل الكفيلة والضرورية لتعبئة تنظيمية وجماهيرية واسعة؛ حيث هناك واهمون بأن ما جرى أضعف حركة فتح لدرجة أنهم اعتقدوا بتراجع وضعها الجماهيري دون أن يفكروا بعقلانية، لأنهم لو فعلوا فحتماً سيعرفون الحقيقة، وهي أن الجماهير الواعية تدرك أن حركة فتح مستهدفة؛ لأنها بوضوح الحاضنة والحامية للمشروع الوطني الفلسطيني، و ما من شك هذه المرة من أن نتائج الانتخابات التشريعية محسومة لصالح فتح التي كانت أخر القوائم التي قدمت مرشحيها، وحملت الرقم الأخير، لكنها وعلى عكس ذلك ستكون الرقم الأول في النتائج وستفاجئ الجميع حيث ستثبت حركة فتح أنها الحصان الأسود الأصيل.

كاتم الصوت: الإنسان الفلسطيني أكبر من أن يشتريه أحد بكوبونة !

كلام في سرك: التآمر على حركة فتح جزء رئيسي من صفقة القرن التي سقطت بفضل فتح.

رسالة: نتائج الانتخابات، ستحمل معها سقوط مدوي للنهايات. نهاية أشخاص..! أحتفظ بالأسماء.

البوابة 24