البوابة 24

البوابة 24

مفكر مصري يروي تفاصيل لحظة إعدام صدام حسين وسقوط بغداد

صدام حسين
صدام حسين

أكد المفكر المصري عبد الحليم قنديل، في ذكرى سقوط بغداد، أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لم يهتز لحظة إعدامه، لافتاً إلى أن مشاهد سقوط بغداد هوليودية وتم صنعها في أروقة المخابرات.

وتابع قنديل: "قبل 20 عام، حدثت كارثة سقوط بغداد في 9 أبريل 2003، وتم بث المشاهد "الهوليوودية" التي تم صنعها لإسقاط تمثال "صدام حسين" في ساحة الفردوس، بعدها اختفى "صدام" نفسه عن الأنظار".

تفاصيل اعدام صدام 

وقال قنديل: "استمرت الحوادث العاصفة لنحو 4 سنوات، و كان الحدث الجلل فجر يوم 30 ديسمبر 2006، أول أيام عيد الأضحى والفداء، حيث قرر المحتلون حينها إعدام الزعيم العراقي، الذي اظهر صموداً وثباتاً رائعا تحت حبل المشنقة، وهو ينطق الشهادتين مبتسماً مستبشرًا، ويهتف بحياة العراق وفلسطين والأمة العربية".

اقرأ أيضاً:

واستطرد المفكر المصري قائلا: "من يعرف "صدام"، رأيته مرة واحدة عن قرب، ولثوان معدودة في زيارة وحيدة لبغداد عام 1994، وعند متابعتي مشهد إعدامه بعدها بسنوات، لم اندهش أبدا من ثباته الأسطورى، فقد كان الرجل كأنه قد من حجر، شعرت بالهيبة حينها من مصافحته، أو لعلني لم أرد أن أشارك في زحام يتسابق إلى تحيته، أو حتى لمس ردائه العسكري، إلا أن متابعتي اللاحقة لما حدث في محاكمته مع رفاقه، قد تكون أضاءت جوانب خافية فلم يتعرض للخيانة أبدا من قبل أي من رفاقه الذاهبين للإعدام، ولم تخذل أسرته قبلهم شجاعته، فقد اختار أبناه وحفيده الموت بالرصاص في معركة مع الغزاة، ولم يرتكب الدنية أحدهم، ولا آثر النجاة، وحتى ابنته "رغد" التي تعيش خارج العراق حتى الآن، ظلت شامخة مرفوعة الرأس كأبيها، ولم تنجرف لحظة إلى مشاعر تحرفها عن الوفاء لذكرى الأب".

images (77).jpeg
 

واوضخ: "ليست القصة في مثال "صدام حسين" النادر، ولا في ديكتاتوريته المعروفة، وإن كانت من لزوم ما يلزم لتأكيد عراقيته، حيث أن العراق بلد صعب المراس، وتاريخه مليء بالدم من أول نشأة الأحدث قبل قرن من الزمان، فلم يمت حاكم فعلي للعراق على فراشه، لا في زمن الحكم الملكي الوافد مع الاحتلال البريطاني، ولا زمن الحكم الجمهوري بعد ثورة 1958".

اقرأ أيضاً:

وتابع قنديل: "أصبح صدام رئيساً رسمياً منفرداً من عام 1979 حتى الغزو الأمريكي، ولمدة ربع قرن، كان العراق خلالها في حالة حرب دائمة، مع إيران "الخمينية"، ثم تحت حصار استمر لمدة 13 سنة بعد غزو الكويت، وفي فترات السلم والحرب، بقر العراق مثالاً مزدهرا لتنمية هائلة، ساعدته عليها موارد بترولية ومائية منظورة، أضيفت إليها استقلالية قرار".

واختتم حديثه قائلاً: "ثم بدا أن ذهاب "صدام" ، قد ذهب أو كاد بالعراق الحديث الذي نعرفه، حيث تحطم البلد بالغزو الأمريكي، ثم باستيلاء إيران على مراكز القوة والنفوذ فيه، وحل جهاز الدولة والجيش العراقي الوطني، و"فدرلة" العراق التي تسببت في تفكيكه، وتحويل البلد إلى مقتلة بالجملة، لم يشهد العراق له مثيلا، لا في الزمن الملكي، ولا في العهد الجمهوري، كما ذهب معنى الوطن أو الوطنية في العراق، بلا عودة، وتوالت أسماء الأشخاص والأحزاب والرؤساء ورؤساء الوزارات بلا معنى، فعلى ما يبدو أن "صدام" كان آخر رئيس أو حاكم فعلي لبلد كبير كان إسمه العراق، بينما من خلفوه، من بعد الحاكم الأمريكي المؤسس "بول بريمر"، وحتى أحدثهم، مما لا ينطبق عليهم وصف الحكام الفعليين، بل هم أقرب لأشباح كوارث أو بقايا صور، يستنزفون عشرات مليارات الدولارات إلى جيوبهم، بينما يتجه العراقيون بغالبهم إلى دوامات الفقر والخوف والموت والدمار، ودونما أمل قريب في استعادة العراق لوحدته وعزته ".

روسيا اليوم