البوابة 24

البوابة 24

كذابون

بقلم: ميسون كحيل

يراودني في كثير من الأحيان سؤالاً مفاده هل كانت الحياة قديماً كما هي عليه الآن أم أنها أصبحت كذلك؟

وهل كان البشر الذين يعيشون على هذه الأرض كما هم عليه الآن أم أصبحوا كذلك أيضاً؟لطالما أسمع على لسان العديد من الناس في طرحهم لكافة القضايا كأنهم ملائكة يتحدثون بالحق والعدالة والمثاليات والأخلاق الرفيعة. 

قبل عدة أيام كنت في جلسة لتأدية واجب من واجبات الحياة الإجتماعية، وتناول الحضور حكايات عن البطالة وضيق الحياة والظروف الصعبة التي ترتفع بعيدة عن آمال الفرج، و عرج الحديث عن الفقر  بغضب و انتقدوا كيف لا يجد الفقير من يلتفت إليه، و لا يفكر أحد في مساعدته، و في نفس الوقت أعلنوا غضبهم على من يقدمون الطاعة والولاء إلى صاحب الأملاك والغني حتى لو كان حرامي! وكنت سعيدة بما أستمع إليه، و وصلت لدرجة من التفاؤل بوجود هذه الرؤية وهذا التفكير لدى بعض الناس، ولكن لم يمكث هذا التفاؤل طويلاً حيث كانت المفاجأة أمامي و رأيتها عن قرب، ومن  الأشخاص الذين كنت أستمع إليهم، وهم يتحدثون عن الأخلاق الحميدة وانتقاداتهم؛ فمع دخول أحد أصحاب الأملاك ممن تنطبق عليهم الحالة؛ من الفساد المتفشي في أعمالهم حتى انتفض الحضور من أماكنهم لإستقباله والسلام عليه، وتوفير المقاعد له من أجل الجلوس في صدر وقمة المكان وكل واحد منهم يلهث للجلوس بقربه!

ابتسمت وأنا جالسة في مكاني دون حراك في تقييم لما كنت أستمع إليه وما رأيته! و بعد دقيقة واحدة خرجت من المكان وأنا أتمتم على مسامع بعض الحضور أن كثير من البشر أصبحوا تماماً مثل السياسيين يقولون ما لا يفعلون و كذابون.

كاتم الصوت: من أجل الوطن والمجتمع لن تجد من يدعم وفاءك لهما ما لم يرَ في دعمه منفعة له. وصوتك أغلى من وطنك عنده.

كلام في سرك: تطول المسيرة وكلما تقدمنا أكثر أدركنا حجم التخاذل الذي أصابنا في الصميم. و المفاجأة أن من لا يملكون هم فقط من يحاولون توفير ما يمكن أن يساعدك في مسيرتك!

رسالة: مؤسسات وشركات وأحزاب وفصائل ترفض الوقوف بجانبك وأنت تعمل لصالح الكل الفلسطيني ويخصص دعمهم حسب الإشارة! (أحتفظ بالأسماء)

البوابة 24