مع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ودخولها في عامها الثاني في فبراير الماضي، تظل هناك أسئلة بشأن مدى صحة استجابة الغرب لهذه القضية.

كشف "بيل كلينتون"، رئيس الولايات المتحدة الأسبق، أنه قد علم  في عام 2011، عن وجود مواجهة كبيرة ستحدث بين روسيا وأوكرانيا، لافتًا إلى إنه أدرك بعد ذلك أن هذه العملية كانت "مسألة وقت" وليس أكثر.

سر في جعبة كلينتون

وأضاف "كلينتون"، أنه فهم ذلك بعد محادثة قصيرة بين فلاديمير بوتين والرئيس الروسي، مشيرة إلى أن الاتصال جرى عام 2011 في المنتدى الاقتصادي في دافوس، عندما كان مالك الكرملين هو رئيس الحكومة الروسية.

كما كشف الرئيس الأميركي أنه في ذلك الوقت أعرب بوتين عن عدم موافقته على مذكرة بودابست الموقعة عام 1994 بشأن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مقابل نقل الأسلحة النووية السوفيتية الموجودة على الأراضي الأوكرانية إلى موسكو.

كما قال الرئيس الأمريكي الأسبق، إن "بوتين" أبدى في ذلك الوقت عدم موافقته على مذكرة "بودابست"، والتي تم توقيعها في عام 1994 حول تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مقابل نقل الأسلحة النووية السوفيتية الموجودة على الأراضي الأوكرانية إلى موسكو.

في حين وقع الوثيقة كل من كلينتون وبوريس يلتسين وليونيد كوتشما وجون ميجور، الذين كانوا آنذاك قادة الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا وبريطانيا على التوالي.

والجدير بالإشارة أن كل من "كلينتون"، الرئيس الأمريكي، ورئيس روسيا، "بوريس يلتسين"، ورئيس أوكرانيا، "ليونيد كوتشما"،  ورئيس بريطانيا العظمى، "جون ميجور"، قد وقعوا على الوثيقة.

وأوضح أنه في عام 2011 ، أي قبل 3 سنوات من سيطرة "القوات الروسية" على القرم ، أخبر بوتين كلينتون أنه لا يوافق على الاتفاق المبرم مع بوريس يلتسين، قائلًا: "أنا لا أتفق مع هذا ولا أؤيده.. ولا أعتبر نفسي ملزماً بهذه المعاهدة"، وأضاف "كلينتون": "علمت منذ ذلك اليوم أن هذه المواجهة ما هي إلا مسألة وقت".

هل قصرت أميركا؟

يشار إلى أن إعلان الرئيس الأميركي الأسبق هذا يثير أسئلة حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين أن يكونوا أكثر استعداداً لهجوم 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وهاجمت دونباس، وفقاً لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فأن إعلان "الرئيس الأمريكي الأسبق" هذا يثير أسئلة بشأن ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين أن يكونوا أكثر استعداداً لهجوم 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وهاجمت دونباس.

ومن جهته، يعتقد مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الأوروبية والأوروبية الآسيوية، دانيال فريد، إن تصريحات بوتين لـ "كلينتون" ليست معروفة على نطاق واسع بين أعضاء إدارة أوباما، لكنه أشار إلى أنه أبلغ زوجته "هيلاري"، التي كانت وزيرة الدولة.

ولفت "دنيال"، وهو الآن عضو في المجلس الأطلسي، إلى أن بوتين قد هدد وحدة أراضي أوكرانيا قبل 3 سنوات من لقاء كلينتون في دافوس، في اجتماع مجلس روسيا وحلف شمال الأطلسي في أبريل 2008، وخلال حكم "بوش"، زعم بوتين أنه عندما تم تسليم القرم من الاتحاد الروسي الاشتراكية السوفياتية إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية في عام 1954، لم يتم مراعاة كافة الإجراءات القانونية.

وتابع "دانيا"، قائلًا: "كنت موجودا، جالسا بجانب مستشار الأمن القومي البولندي آنذاك ماريوس هاندزليك.. وقف كلانا في حالة تأهب واستدرنا لبعضنا البعض قائلين: "هل سمعت للتو ما سمعته؟".

وأكد "دنيال": "منذ تلك اللحظة، اعتقدت أن بوتين سينقلب على أوكرانيا وقال ذلك لكوندي رايس وستيف هادلي"، في إشارة إلى وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي على التوالي في إدارة بوش.

وجهة نظر أميركية بشأن القرم

وأشار "دنيال"، إلى أن الولايات المتحدة فوجئت بعملية القرم، معلقًا: "لكن ما كان ينبغي لها أن تفعل ذلك في ظل التحذيرات".

وتجدر الإشارة إلى أن القوات الروسية قد فرضت سيطرتها على القرم في عام 2014 ، وأصبحت ضمن أراضيها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وبسبب الأهمية الكبرى للمنطقة، حرصت "كييف" على التأكيد بشكل مستمر على أنها تسعى لاستعادة شبه الجزيرة.

وعلى الرغم من ذلك هناك الكثير من التقديرات الغربية، على رأسها إحاطة حديثة من البنتاغون، تم أصدرها مؤخراً، أكدت أن القوات الأوكرانية لن تتمكن من استعادة القرم في أي وقت قريب، كما شدد فلاديمير بوتين،  الرئيس الروسي، على أن قضية شبه جزيرة القرم  قد"أغلقت نهائيا"!