البوابة 24

البوابة 24

أصعب من الجوع.. علماء يكشفون عن شعور يرهق البشر.. لن تصدق ما هو

الوحدة
الوحدة

يعتبر الجوع من المشاكل التي يعاني منها الكثير من الأشخاص حول العالم، ولكن ما هو الشعور الأسوأ من الجوع ويرهق البشر أكثر، إذ أكد العلماء في القرن الـ19 أن الانفصال عن المجتمع ضار بالصحة وممل.

ووفقًا لما ذكرته مجلة  ""Psychological Science، فأن البريطانيين والنمساويين أكدوا إن الأشخاص الوحيدين، لأسباب مختلفة يجدون أنفسهم في عزلة جسدية ونفسية، وليس بالضرورة مجبرين، هم المحرومون من الروابط الاجتماعية الحيوية، أي أنهم بعيدون عن الناس، لكنهم ليسوا مستثنيين من ذلك، والكثير منهم يعانون من مشاكل ليس فقط في العقلية، ولكن تتجلى وحدتهم جسديًا أيضًا.

نتائج الدراسة

2.jpeg
 

شارك 30 بالغًا في الدراسات المختبرية، في إحدى التجارب، تعرضوا للصيام طوال اليوم، وفي السلسلة الأخرى، كانوا يأكلون كالمعتاد، لكنهم لم يتواصلوا مع أي شخص، أيضًا خلال النهار، وتم رصد حالة كل من "الجوعان" و"المستوحد".

وبحسب المؤشرات الفيزيائية تشبه بشكل مدهش لتلك التي جمعها العلماء قبل ذلك بقليل، حيث تابعوا ما يقرب من 100 مريض، تم عزلهم بالفعل بسبب "كوفيد 19"، وتحولت حالتهم إلى الاكتئاب وانخفاض ملحوظ في مستويات الطاقة.

لكن الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو أن "المنعزلين" - المختبَرين والحقيقيين - عانوا من نفس التعب الذي يعاني منه أولئك الذين جوعوا لمدة 8 ساعات.

قد يموت الأشخاص الذين يحبون العزلة من الإرهاق العقلي والجسدي، غالبًا قبل الأوان.

اقرأ أيضًا:

وفي السياق ذاته، كشفت دراسة أجراها زملاؤهم النمساويون والبريطانيون، وعلماء النفس من جامعة ولاية أوهايو ونشرت في نفس مجلة العلوم النفسية، أن الوحدة تضر أيضًا بالحالة الفسيولوجية، لاسيما في المواقف العصيبة، وفي الأشخاص المحرومين من وسائل التواصل الاجتماعي، تنخفض مناعتهم، وينتج أجسامهم المزيد من السيتوكينات "السيئة"، كمواد تساهم في تطور العمليات الالتهابية.

 خلاصة القول أن هواة العزلة هم أشخاص خطرون.

الابتعاد عن الوحدة

3.jpg
 

في حين أن معظم الناس لا يحبون الوحدة حقًا، على الرغم من الاعتقاد السائد بأنك بحاجة إلى أن تكون وحيدًا من وقت لآخر، وقد أثبت علماء النفس الأمريكيون، بقيادة البروفيسور تيموثي ويلسون من جامعة فيرجينيا، قبل 10 سنوات أن الكثير من الناس يفضلون ويفضلون أي وظيفة، حتى لو لم تكن ممتعة، على الشعور بالوحدة.

شارك في التجربة أكثر من 800 شخص، من الرجال والنساء، صغارًا وكبارًا، مثقفون وغير شديدي الذكاء، طلاب، موظفون، عمال. وباختصار أولئك الذين يمثلون مجموعة متنوعة جدًا من المتطوعين.

تفاصيل التجارب

وبحسب الدراسة، كان على كل شخص أن يجلس في صمت داخل غرفة منعزلة، واستغرق الأمر 15 دقيقة فقط لتكون وحيدًا مع بعض أفكارك، لكن لا يمكنك الاستماع إلى الراديو أو مشاهدة التلفزيون أو القراءة أو النوم، وبالطبع لا يُسمح باستخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى.

ويجدر الإشارة إلى أن في هذه السلسلة من التجارب، لم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين الجنسين، واعترف معظم المتطوعين للأستاذ أنه بغض النظر عن الجنس والعمر، فإنهم يجدون صعوبة في اجتياز الاختبار.

قال البروفيسور "ويلسون": "اتضح أنه من الصعب للغاية أن على كل شخص الترفيه عن نفسه بطريقة ما بمساعدة العقل فقط".

والجدير بالذكر أن العالم يعتقد أن السبب في ذلك يكمن بالدرجة الأولى في الأجهزة الحديثة والشبكات التواصل الاجتماعي، حيث أصبح الكثير منا عبيدًا لها، حتى خلال اللقاءات الرومانسية، لا يمكن فصل "العشاق" تقريبًا عن هواتفهم المحمولة.

روسيا اليوم