بدأت عمليات اغتيال التي يرتكبها الاحتلال غبهمف تصفية القادة العسكريين في سرايا القدس، الزراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اغتيال عضو المجلس العسكري تيسير الجعبري في أغسطس الماضي، ليتبعها سلسلة من الاغتيالات الأخرى، والتي كان آخرها استشهاد مسؤول وحدة العمليات المركزية للسرايا القائد إياد الحسني.
وترصد في السطور التالية تفاصيل عمليات الاغتيال الأخيرة التي نفذتها قوات الاحتلال عبر تسلسل زمني، ومدى تأثير استشهاد هؤلاء القادة على بنية سرايا القدس التنظيمية والأداء العسكري لها.
اقرأ أيضاً:
الشهيد تيسير الجعبري
في 5 أغسطس الماضي، استهدفت قوات الاحتلال منزله في برج فلسطين وسط حي الرمال بمدينة غزة.
ولد الشهيد تيسير الجعبري عام 1972، وهو متزوج ولديه 5 أبناء وابنتان، والتحق بحركة الجهاد داخل سجون الاحتلال عام 1990، وفي منتصف التسعينيات التحق بـ "وحدة الاستشهاديين" التابعة للجهاز العسكري بمسماه القديم "القوى الإسلامية المجاهدة – قسم".
بدأ مسيرته مع السرايا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وتدرج في المواقع القيادية حتى وصل إلى نائب قائد لواء غزة الشهيد بهاء أبو العطا، الذي أستشهد بعملية اغتيال مشابهة أواخر العام 2019.
وفي عام 2012، أصبح عضواً في المجلس العسكري، ومسؤولا لوحدة العمليات العسكرية المركزية، وبعد اغتيال أبو العطا خلفه في قيادة المنطقة الشمالية، أشرف على تطوير القدرات العسكرية في هذه المنطقة.
وقبل اغتياله، نجا من محاولتي اغتيال عامي 2012 و2014، ويحسب الإعلام الحربي فقد أشرف أثناء مسيرته على عمليات عسكرية على تخوم غزة، أسفرت عن قتل وجرح جنود إسرائيليين، والإيعاز بإطلاق صواريخ.
الشهيد خالد منصور
عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية ومسؤول الوحدة الصاروخية، اغتالته قوات في اليوم التالي لاغتيال الجعبري عام 2022، عن طريق غارة جوية على منزل سكني كان يتحصن به في مدينة رفح جنوب القطاع.
ولد عام 1975، لأسرة لاجئة، وهو متزوج من 3 نساء، أنجب منهن 8 ذكور أكبرهم "منصور"، و5 إناث.
التحق بالجهاد عام 1987، وانضم لأول جهاز عسكري باسم "سيف الإسلام"، ثم الجهاز الثاني "قسم"، وساعد على تأسيس السرايا وتشكيل الخلايا العسكرية وتدريب أفرادها، وله بصمات في مجال تصنيع الصواريخ المحلية وتطوير قدراتها.
الشهيد جهاد الغنام
هو أحد القادة الثلاثة الذين اغتالهم الاحتلال فجر التاسع من مايو الجاري، وهو أمين سر المجلس العسكري، ولد في مدينة رفح عام 1961 لأسرة لاجئة، قاوم الاحتلال في سن مبكرة، وطاردته قوات الاحتلال وأبعدته خارج فلسطين.
وبحسب الإعلام الحربي للسرايا، انضم الغنام للحركة في نهاية الثمانينيات، حيث التقى المؤسسَ الشهيد فتحي الشقاقي، الذي كلفه بتدريب مجاهدي الحركة في السودان ولبنان.
وشارك بتأسيس السرايا، وساعد على في المقاومين، والإشراف على عمليات استشهادية، وله دور في إمداد المقاومة بالسلاح النوعي، وتجنيد خلايا عسكرية في الضفة الغربية، وتولى مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية خلفا لمنصور.
نجا من 5 محاولات اغتيال، أخطرها عام 2014، حيث استشهدت والدته وأشقاؤه وأبناء عمومته، وتعرض عام 2001 لإصابة خطيرة فقد بسببها ساقيه وجزءاً من يديه، وتعرض منزله للقصف مراراً في معارك سابقة.
اقرأ أيضاً:
الشهيد خليل البهتيني
عضو المجلس العسكري، ولد عام 1978 في حي التفاح بمدينة غزة، وانتمى للجهاد في وقت مبكر، والتحق بالسرايا وتدرج بالعمل العسكري، وخلف الجعبري في قيادة المنطقة الشمالية وتمثيل السرايا في غرفة العمليات المشتركة.
كان له بصمة واضحة في مجال التصنيع العسكري، وقد نجا من عدة محاولات اغتيال، أصيب في بعضها بجروح، ثم ارتقى شهيدا بعد.قصف منزله، حيث اتهمته إسرائيل بالمسؤولية عن عمليات إطلاق الصواريخ.
الشهيد طارق عز الدين
وصفته السرايا بأحد قادة العمل العسكري للسرايا بالضفة، وهو أسير مبعد إلى غزة ضمن صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط)، ولد في عرابة بمحافظة جنين عام 1974، وانتمى للجهاد في سن مبكرة.
قامت قوات الاحتلال باعتقاله في عام 2002 لدوره البارز في تأسيس الخلايا العسكرية، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، قبل تحرره عام 2011، ومن غزة أشرف على توجيه العمليات العسكرية ضد الاحتلال بالضفة.
الشهيد علي غالي
عضو المجلس العسكري وقائد الوحدة الصاروخية، ولد في مدينة خان يونس عام 1975، وانتمى للجهاد في أوائل التسعينيات، وانضم في وقت لاحق للسرايا وكان من أوائل المنضمين لمجموعات الاستشهاديين.
شارك في تأسيس الوحدة الصاروخية، وعمل نائبا لمسؤولها منذ عام 2010، قبل أن يترأسها خلفا لمنصور، وأشرف على تدريب المنتسبين لها على عمليات "التربيض" والإطلاق.
نجا من عدة محاولات اغتيال، كان أبرزها خلال معركة سيف القدس في مايو 2021، وأصيب حينها بجروح بالغة، وتمكنت إسرائيل من اغتياله فجر أمس الخميس 11 مايو بقصف شقة كان يوجد بها في مدينة حمد جنوب القطاع، وتتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن أوامر إطلاق الصواريخ.
الشهيد أحمد أبو دقة
من مواليد المنطقة الشرقية في خان يونس جنوب القطاع، ويبلغ (43 عاما) من العمر، والتحق بالجهاد في وقت مبكر، لينضم لاحقا للسرايا، وتدرج في مواقعها القيادية، وفي حين اكتفى الإعلام الحربي في بلاغ نعيه بوصفه الشهيد القائد وأحد أبرز قادة السرايا، تقول مصادر إعلامية إنه نائب الشهيد غالي.
وبحسب مصادر في عائلته، فقد استهدفته غارة جوية أمس الخميس، في منزل مهجور، يلجأ إليه للتحصن به في وقت الطوارئ والأزمات.
وبعد اغتياله تفاخر نتنياهو بتصفيته والشهيد غالي، ووصفهما بأنهما القائد ونائبه في قيادة الوحدة الصاروخية للجهاد، المسؤولة عن إطلاق الصواريخ.
الشهيد إياد الحسني
تعد عملية اغتيال الحسني خسارة فادحة للسرايا ولجبهة المقاومة، نظراً لخبرته العسكرية الطويلة الممتدة لأكثر من 3 عقود، تدرج خلالها في المواقع التنظيمية والعسكرية لحركة الجهاد، التي انتمى إليها مبكرا أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
وقامت قوات الاحتلال باغتياله برفقة أحد مساعديه، مساء الجمعة، في غارة جوية استهدفت شقة سكنية كانا بها في حي النصر شمال غربي مدينة غزة.
ولد الحسني في ستينيات القرن الماضي لأسرة لاجئة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، وقالت الجهاد في وصفه "عاش القائد أبو أنس حياته مجاهدا ومربيًا وداعياً إلى المقاومة، وسخر وقته للمقاومة وللعمل الحركي والإسلامي، وتنقل في العديد من المواقع القيادية والحركية".
وحسب الإعلام الحربي، فقد كان الحسني عضوا في المجلس ووفقاً للسرايا ومسؤول وحدة العمليات فيها، وهو القيادي السادس الذي يرتقى شهيداً بالاغتيال منذ بدء العدوان الحالي.
واكدت كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن الحسني كان "المسؤول عن التنسيق بين قيادة القسام والسرايا أثناء معركة ثأر الأحرار"، وهي أبرز إشارة من كتائب القسام إلى دورها في المعركة.
ونسبت مواقع مقربة من المقاومة للحسني دوره في التخطيط والإشراف على واحدة من اعم العمليات الفدائية للجهاد وتعرف بـ"عملية بيت ليد الاستشهادية المزدوجة"، وقام الاستشهاديان صلاح شاكر من مدينة رفح وأنور سكر من مدينة غزة بتنفيذها عام 1995 قرب مفترق بيت ليد داخل فلسطين المحتلة، وأسفرت -حسب الإعلام الحربي للسرايا- عن مقتل 22 إسرائيليا، وإصابة أكثر من 60 آخرين.
ونجا الحسني من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية سابقة، من دون أن تلين عزيمته عن مواصلة درب المقاومة.
خلافة الشهداء
الجدير في أن العمل العسكري المنظم لحركة لجهاد مر بعدة مراحل، بدءاً من "سيف الإسلام" مرورا بـ"قسم" وحتى سرايا القدس" كذراع عسكرية.
وتعد "سرايا القدس" القوة الثانية من حيث العدة والعتاد بعد كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتعد السرايا عضو مؤثر في غرفة العمليات المشتركة، عبر مندوب لها يمثل "المجلس العسكري"، المحاط بسرية من حيث تشكيلته وبنيته التنظيمية.