بقلم: منى الفارس
بينما كانت مركبتي تسير بي منطلقة من الباذان إلى رام الله كنت انظر متأملة الجبال والسهول المكسوة بخضرة الربيع وأشجار الزيتون وغروب الشمس بغزقها الجميل بينما كنت اغمض عيوني عند كل مستوطنة او حاجز احتلالي أمر عنهم لأني لا أحتمل رؤيتهم. خاطبت مركبتي يا مركبتي انطلقي برعاية الله سألتها هل تستطيعين أن تحققي حلمي وتريني ما يشغف قلبي لرؤياه سألتني ماذا يشغل قلبك يا عزيزتي إجابتها بطلاقة اشغف لزيارة مدن وطني جميعها التي سلبها منا المحتل هل تستطيعين أن توصلين إلى القدس ويافا وعكا وحيفا وطبريا والناصرة ؟ وأن تخترقين جميع الحواجز والاسوار؟ ابتسمت مركبتي اعتقد انها _ اخذتني على ما يبدوا على قد عقلي_ وقالت:_ نعم استطيع اذا انت تتحملين ما سنواجه. قلت لها نعم استطيع التحمل. قالت إتفقنا يا عزيزتي سأخذك إلى القدس وتصلين في المسجد الأقصى وتتجولين في سوق القدس لتشترين ما ترغبه نفسك وتشتهيه، وبعدها سأخذك الى يافا لتستنشقين رائحة برتقالها وتستنشقين نسيمها العليل وبعدها سأنطلق بك إلى عكا وتجلسين على سورها وتصلين في مسجد الجزار وبعدها سأذهب بك إلى طبريا وحيفا لتجلسين على شاطئها وسنصعد سويا إلى جبل الكرمل وبعدها سأخذك إلى الناصره والناقورة واذا رغبت سادخل بك إلى لبنان لتزورين اصدقائك اللذين تتشوقين لرؤياهم . عندما سمعت مركبتي تقول لي هذا الكلام صدقتها وإنتشت روحي وقوية عزيمتي وقلت لها هل تستطعين قالت لي أجل استطيع يا حبيبتي قلت لها إذن سيري برعاية الله وسرحت في خيالي بفرح وطمأنة نفسي أخيرا سأتجول بك يا وطني واشفي روحي واشبع قلبي بإحتضانك بعد حرمان السنين. بدأت مركبتي تسير بسرعة تسابق الرياح وانا بأعلى درجات الفرح وقلبي ازدادت نبضاته سرعة يكاد ان يخرج من صدري ليلحق في اعالي السماء . وما ان اقتربت من حاجز الديس او وإذ بي أتفاجىء من مركبتي تسلك المسلك الايمن لتدخل إلى رام الله لحظتها كذبت ما رأيت وقلت في حيرة ربما يوجد طريق آخر تريد أن تسلكه واذ بها تدخل رام الله وتوصلني إلى المصايف وانا اكذب ما أرى إلى أن وقفت بي أمام البناية التي اسكن فيها وتوجه لي ضحكة عالية لدرجة القهقة الاستفزازية وتقول لي انزلي يا حبيبتي هذه هي الطريق المسموح لك اجتيازها فقط. غضبت عليها وقلت لها انك خدعتني قالت لا انا لم اخدعك وإنما تركتك تحلقين في حلمك قليلا. يا حبيبتي انا مصنوعة من الحديد اتحمل رصاص العدو وأكسر الحواجز بصلابتي اما انت بجسمك الغض هذا فإن الرصاص سيفتت جسدك ويحوله إلى أشلاء عند اول حاجز يقابلنا انزلي يا حبيبتي واصعدي إلى منزلك واجعلي احلامك فقط على وسادتك ولا تحاولي أن تحلمي أحلام اليقظة لانها ستكون سببا في هلاكك. غضبت عليها ونزلت وأغلقت بابها بعنف وقلت لها لا سأبقى احلم لن تستطعين انت ومن أكبر منك مصادرة احلامي انا على يقين أن حلمي سيتحقق يوما سواء بك او بغيرك ساتمسك دائما بحلمي الذي هو من يقويني ويعزز عشقي لوطني . وسرت بخطواتي المحبطة نحو مصعد البناية للصعود إلى شقتي لاحفظ حلمي واخبائه بقلبي إلى أن يتحقق. فهل يا ترى سيتحقق؟