البوابة 24

البوابة 24

دراسة: الممارسات الحالية لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري تهدد حياة خمس البشرية 

ارتفاع درجات الحرارة
ارتفاع درجات الحرارة

حذر باحثون، في دراسة علمية نشرت أمس الإثنين، من أن السياسات الحالية للتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري، من الممكن أن تعرض نحو خُمس البشرية للحرارة الشديدة التي تهدد الحياة بحلول نهاية القرن، بحسب ما ذكره موقع "ساينس أليرت".

البلدان الأكثر عرضة للخطر 

وترتفع درجات حرارة سطح الأرض بمقدار 2,7 درجة مئوية بحلول العام، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، وقد يؤثر ذلك على حوالي ملياري شخص بما يعادل 22 بالمئة من سكان العالم بحلول عام 2100.

وسوف يبعد ذلك نحو ملياري شخص عن الظروف المناخية الملائمة التي سمحت للبشرية بالتطور على مدى آلاف السنين، وفقا للدراسة المنشورة في "Nature Sustainability".

اقرأ أيضاً:

ووفقاً للدراسة، فإن البلدان التي تمتلك أكبر عدد من الأشخاص الذين يواجهون حرارة قاتلة في هذا السيناريو هي الهند بواقع 600 مليون، ونيجيريا 300 مليون وإندونيسيا 100 مليون، وكذلك الفلبين وباكستان بواقع 80 مليون لكل منهما.

وأكد تيم لينتون من جامعة إكستر البريطانية، والمعد الرئيسي للدراسة: "سوف يشكل الأمر إعادة تشكيل ضخمة لملائمة سطح الكوكب للسكن، وفد يؤدي إلى إعادة تنظيم واسعة النطاق للأماكن التي يعيش فيها الناس".

وعند وضع حد للاحترار عند 1,5 درجة مئوية، فإن الهدف الأكثر طموحًا لاتفاق باريس عام 2015، هو انخفاض عدد المعرضين لهذه المخاطر إلى أقل من نصف مليار شخص، أي نحو خمسة بالمئة من 9.5 مليار شخص من الممكن أن يسكنوا الكوكب خلال ستة أو سبعة عقود من الآن، بحسب نتائج الدراسة.

ارتفاع درجات الحرارة 

ويواجه العالم في الوقت الحالي ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة يصل الى حوالي 1,2 درجة مئوية بسبب النشاط البشري، وخاصةً لاستخدام الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز)، مع مجموعة من الكوارث مثل "موجات حر، وجفاف وحرائق غابات".

وتابع تيم لينتون: "في الغالب يتم التعبير عن تكاليف تغير المناخ من الجانب المادي، إلا أن دراستنا تسلط الضوء على التكلفة البشرية الهائلة لعدم القدرة على معالجة حالة الطوارئ المناخية".

واستطرد "سوف يتعرض 140 مليون شخص إضافي لموجات حرارة خطيرة مع كل ارتفاع بمقدار 0,1 درجة مئوية فوق المستويات الحالية".

عتبة الحرارة الخطيرة

وحددت الدراسة عتبة "الحرارة الخطيرة" عند 29 درجة مئوية كمتوسط لدرجات الحرارة السنوية.

images - 2023-05-23T115056.098.jpeg
 

وقديما، كانت المجتمعات البشرية أكثر كثافة حيث بلغ متوسط درجات الحرارة 13 درجة مئوية (في المناطق المعتدلة) وبحد أقل حين يبلغ المتوسط 27 درجة مئوية (مناخ يميل إلى الاستوائي).

ويتسبب الاحتباس الحراري في رفع درجة الحرارة في كل مكان، إلا أنه من الواضح أن خطر التحول إلى حرارة قاتلة أعلى في المناطق القريبة بالفعل من الخط الأحمر البالغ 29 درجة مئوية.

وكشفت الدراسات أن درجات الحرارة المرتفعة بشكل مستمر عند هذه العتبة أو بعدها ترتبط ارتباطا وثيقا بزيادة نسب الوفيات وتراجع إنتاجية العمل وإنتاجية المحاصيل، بالإضافة إلى المزيد من النزاعات والأمراض المعدية.

وقبل 40 عاما، تعرض نحو 12 مليون شخص فقط في كل أنحاء العالم لمثل هذه الظواهر المتطرفة، وزادت نوبات الحرارة الشديدة الرطوبة منذ عام 1979.

وتوصلت الدراسة إلى أن هذا الرقم قد ارتفع اليوم بنحو خمسة أضعاف، وسيرتفع بشكل حاد أكثر من أي وقت مضى خلال العقود المقبلة، حسب "جامعة إكستر" البريطانية.

اقرأ أيضاً:

خطر متزايد

وتزيد الخطورة في المناطق التي تقع على طول خط الاستواء، وقد يصبح المناخ قاتلاً في حال زادت درجات الحرارة، نظراً للرطوبة التي تمنع الجسم البشري من تبريد نفسه من خلال التعرق.

وأكد المؤلفون أن أولئك الأكثر تعرضاً للحرارة الشديدة يعيشون غالباً في البلدان الفقيرة.

وقد تعمل تعهدات الحكومات والشركات بخفض انبعاثات الكربون، على توقف ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند 2 درجة مئوية أو حتى أقل، مما يمكن مئات الملايين من الناس من تجنب الحرارة الكارثية.

تحذير خطير

ووجه المؤلفون تحذيراً من السيناريوهات الأسوأ التي تتعلق بارتفاع درجات الحرارة بواقع 2.7 درجة مئوية، والتي قد تكون ناتجة عن السياسات الحالية ولا يمكن استبعادها أيضا.

وفي حال تسببت الانبعاثات السابقة والحالية في إطلاق مخازن الكربون الطبيعية، فقد تزيد درجات الحرارة بنحو أربع درجات فوق مستويات منتصف القرن التاسع عشر، وفقاً للدراسة.

سكاي نيوز