الصمت الايجابي الفعال 7

الصمت الايجابي الفعال
الجزء 7 والأخير
كيف تمارس أمي الصمت ؟
1- كيف تمارس أمي الصمت ؟
السؤال قبل الإجابة على السؤال السابق هو: هل تصمت المرأة؟
الجواب نعم، إنها تصمت، تعلمت من والدتي - أطال الله في عمرها- ثم من زوجتي، ومن الإناث من حولي أن صمت المرأة احد أدواتها لتنقية ذهنها وراحة جسدها من يوم عمل شاق. ويتميز صمتها بالإنتاج.
فهي تحقق في صمتها هدفين، راحة ذهنية جسدية نفسية، وإنجاز الأعمال.
أمي الذي ربتنا نحن التسعة، بعد استشهاد والدي وأحسنت تربيتنا، كانت تقوم بدور الأب والأم.
كانت تجلس ساعة أو أكثر وهي تلف ورق الدوالي، أو الملفوف، أو الكوسا، وهي صامتة، كنا وإخوتي نقلب البيت وهي منكبة على إنجاز ما تقوم به، وكأنها منفصلة عن محيطها، بعد انتهاء صمتها وتحقيق أهدافه تعود للاندماج معنا، تخرج من صمتها وتتفاعل معنا ومع محيطها.
بعدما تزوجت لاحظت نفس التصرفات من زوجتي، كنت كلما شاهدت زوجتي تقوم بما تقوم به أمي، أقول لها: خففي عنك هذا اليوم، فلا داعي غدا للمحاشي أو الملفوف، وكنت أحيانا أبالغ في طلبي.
في يوم تلقيت إجابة من زوجتي تقول: هذا يريحني.
ثم بحثت في إجابتها فوجدت أن العمل الرتيب وهو العمل الذي تقوم به المرأة بشكل شبه آلي، (أي لا يحتاج كل خطوة منه إلى تفكير) هو عمل يدخل المرأة في صمت خاص بها.
ومن نوع هذا العمل إضافة إلى ما سبق شغل الصوف و الصنارة، والاهتمام بجمالها، وترتيب خزائنها.
ساعدني في فهم طريقة صمت المرأة والهدف منه بحث أنجزته عن النوم ودربته عام 2008 في جامعة الاستقلال (أكاديمية العلوم الأمنية)، حيث يضمن "أن القيام بعمل رتيب قبل النوم بنصف ساعة يهدئ الأعصاب ويحسن نفسية الفرد ويساعده على الاسترخاء استعدادا للنوم".
بالنسبة للمرأة ربة المنزل كل عمل رتيب تقوم به هو صمت.
بالنسبة للمرأة العاملة فإنها بحاجة إلى الصمت، فإذا مارسته أثناء عملها فلا تعجب من جودة نتائج ما تقوم.
ممارسة الرجل للصمت بحاجة إلى جهد كبير، فإذا خرج عن صمته فانه بحاجة إلى جهد كبير للعودة إليه.
أما ممارسة المرأة للصمت فانه أسهل وأسرع، وتستطيع التنقل بين الصمت والتفاعل مع بيئتها بسهولة.
لا تقاطع صمت المرأة، فان في صمتها راحتها الذهنية والنفسية والجسدية، وهي في حالة من الإنجاز حتى لو لم تدركه أنت.
سلام إلى أمي وأطال الله في عمرها. سلام لكل الأمهات والسيدات.
البوابة 24