البوابة 24

البوابة 24

مقاتلين حرموا حتى من حقهم في الدفن.. فرنسا وسر الاحتفاظ بـ "الجماجم"

مقاتلين حرموا حتى من حقهم في الدفن.. فرنسا وسر الاحتفاظ بـ "الجماجم"
مقاتلين حرموا حتى من حقهم في الدفن.. فرنسا وسر الاحتفاظ بـ "الجماجم"

بعد مرور أكثر من 170 عاما، تمكنت "الجزائر" من استعادة جماجم  24 من قادة وأبطال إحدى ملاحمها ضد الاستعمار الفرنسي، وذلك في 3 يوليو عام 2020، حيث تم استعادة رفات الأبطال بعد أن كان معروضا في متحف.

قامت الجزائر وقتها بإرسال طائرة نقل عسكرية من طراز "سي – 130"، والتي وصلت فرنسا ونقلت من مطار لو بورجيه "جماجم الأبطال"، وعادت بها إلى وطنها، وعند وصولها إلى خليج الجزائر رافقتها على مستوى منخفض، تكريما وإجلالها، 3 مقاتلات من سلاح الجو الجزائري من طراز "سوخوي"، حتى هبطت في مطار هواري بومدين.

غنائم حرب

1.jpg
 

ويشار إلى أن الجنود الفرنسيين كانوا قطعوا رؤوس المقاتلين الجزائريين، ونُقلوا كـ "غنائم حرب" إلى فرنسا "المتحضرة" لإيداعها في متحف الأنثروبولوجيا في باريس.

ويعود بعض الرفات لـ 7 من المقاتلين الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل تحرير وطنهم من نيران الاستعمار الفرنسي في معركة "الزعاطشة" التي وقعت في سبتمبر عام 1849.

وقد أسفرت المعركة  عن استشهاد أكثر من 1000 مواطن جزائري، على رأسهم الشيخ أحمد بوزيان، الذي قاد المقاومة في تلك الفترة، علاوة على محمد بن علال بن مبارك، وهو مساعد مقرب من زعيم المقاومة الوطنية الأمير عبد القادر الجزائري.

عريضة لاستعادة رفات الأبطال

4.JPG
 

وجاءت البداية، عند اكتشاف "علي فريد بلقاضي"، الخبير الجزائري في التاريخ وعلم الإنسان "الأنثروبولوجيا"، هذه الجماجم الموجودة في المتحف، في عام 2011، وأطلق حملة لاستعادتها، تبع ذلك عريضة عن هذا الأمر قام العديد من كبار المثقفين الفرنسيين والجزائريين بالتوقيع عليها.

وكشف "بلقاضي"، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، عن وجود 536 جمجمة وأن أصحابها ينحدرون من كل انحاء الجزائر، من خنشلة ووهران وباتنة وسكيكدة والقالة والجزائر العاصمة، ومن أبرز هذه الجماجم والعظام، جماجم تعود لإنسان ما قبل التاريخ، وإن كان عددها قليل"، مؤكدًا أن مكانها الطبيعي "ليس في فرنسا".

ولفت "الخبير الجزائري"، إلى أنه قد أبلغ سلطات بلاده بوجود بقايا جثامين الجزائريين المتوفين في كاليدونيا الجديدة "والذين لم يدفنوا، بل أبقى الفرنسيون على عظامهم".

ومن جهته، أعلن عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، استعادة الرفات  خلال حفل عسكري لتكريم أصحابها، قائلًا: "لقد حرموا من حقهم الطبيعي والإنساني في أن يدفنوا لأكثر من 170 عاما.

 الجماجم المستعادة

3.jpg
 

والجدير بالإشارة أن من بين المقاتلين الشريف بوباغلة وزعيم انتفاضة الزعاطشة الشيخ أحمد بوزياني وإخوانهم".

وقد صرح الرئيس  الجزائري، أن من بين الجماجم المستعادة بينها، جماجم كلًا من :

  • القادة شريف بوبغلة
  • الشيخ أحمد بوزيان
  • مختار بن قويدر التيطري
  • عمار بن قديدة
  • الطفل أحمد بلحاج، الذي قتلته القوات الاستعمارية وقطعت رأسه وهو لم يتعدَّ عمره 13 عاما.

وشدد "تبون"، أن بلاده مصممة على استعادة كل رفات الشهداء المتبقية الموجودة من فرنسا، على رأسها جمجمة قائد المقاومة الشعبية عيسى الحمادي، وجمجمة محمد بن علال، أحد ضباط الأمير عبد القادر الجزائري.

استقبال رفات الأبطال

والجدير بالذكر أن الجزائر استقبلت الرفات بمراسم تليق بأبطالها، حيث قام سلاح الجو الجزائري بتنظيم عرضا جويا في سماء العاصمة، بالإضافة إلى أن الجنود في المطار حملوا التوابيت المكسوة بالعلم الجزائري، وتم إقامة صلاة الجنازة على أرواح الأبطال، فضلاً عن وضع الرفات في قصر الثقافة قبل أن تنقل وتدفن في مقبرة العليا بالتزامن مع الاحتفال باستقلال البلاد في 5 يوليو.

روسيا اليوم