البوابة 24

البوابة 24

مقال ممل جداً!

بقلم: ميسون كحيل

أرى كما أرى بأن حركة فتح الآن بين المطرقة والسندان فهل وضعت حركة فتح نفسها بين الانقسام والاحتلال أم أنهما وضعاها؟ هل تاهت فتح بين الضفة و غزة أم عمل أكثر من طرف على هذا التوهان؟ وهل فتح بريئة من هذا وذاك؟ حقيقة هي أسئلة مشروعة تحتاج إلى شفافية ومنطقية في الإجابة عليها. فالانقسام الذي هو بدرجة إنقلاب ما كان له أن يحدث لو راجع صاحب القرار نفسه في إجراء الانتخابات عام 2006 ولم يستمع لأي كان من أجل اجرائها في الظروف والتوقيت الخاطئان!

و في نفس الوقت، لم تكن حركة فتح جاهزة للانتخابات، وفي حالة من الفوضى الداخلية والتخبط واختلاف بوصلة الإنتماء. ولعل ما حدث من تصلب في الرأي حول الترشيحات لمن رأت فيهم القيادة الرئاسية ولاءها يؤكد حالة الفوضى والخلافات والخروج إلى الشارع بقائمة أخرى منفصلة عن القرار قبل أن يعاد صياغته، و أطلقت على نفسها قائمة المستقبل ،(وأي مستقبل)!! و قد ضمت عدد كبيراً من القيادات والكوادر الفتحاوية لتخلط الأوراق ويظهر من خلالها حجم وشكل الخلافات الحادة.

المشكلة أننا جميعاً نعلم بأن الانقسام أو الأصح الانقلاب كان من أوئل الأحلام الإسرائيلية لأنه بالتأكيد سيعمل على تمرير الأطماع والأهداف الإسرائيلية مع توفر المسببات والحجج والمبررات. 

ولم يكن سوى رقم واحد في أجندة الأهداف عندما قرر الاحتلال الانسحاب من قطاع غزة في عام 2005؟! علماً أنه كان انسحاب إسرائيلي داخلي وتواجد على الأرض مع سيطرة  على البحر والمعابر التجارية، والتحكم بالإستيراد و التصدير من قطاع غزة وحصاره برًا وبحرًا و جوًا. 

وبمعنى آخر هناك ربط كامل في الخطة الإسرائيلية بين الانسحاب من داخل القطاع في عام 2005 وبين اجراء الانتخابات في عام 2006.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد 18عاماً من انسحاب الاحتلال من قطاع غزة وبعد 17عامًا من اجراء الانتخابات، ما هي النتائج الفلسطينية الإيجابية التي تحققت في هذه الفترة سوى استمرار حصار غزة و مسلسل الحروب ضدها وتزايد الفقر وتراكم للأزمات وحالات من اليأس والقهر  للمواطنين في منطقة جغرافية ضيقة يقطنها أكثر من مليوني نسمة!  إضافة إلى احتلال الضفة بشكل شبه كامل من جديد، واستباحة الأرض والشعب والإستفراد النوعي لأطراف وأشخاص يقررها الاحتلال دون رادع! والتفرغ بشكل ممنهج لتغيير شكل القدس! إذن من الملاحظ أن الاحتلال يسير إلى الأمام والرسمية الفلسطينية غير قادرة على إيقافه لكن تبقى المشكلة الكبرى في صعود نجم وسقوط نجم وبعناية، وعن سبق قصد و ترصد لاستكمال المرحلة؛ وحيث ليس هناك أدنى شك في استهداف حركة فتح واضعافها و تغيير معالمها لأن ذلك يصب في خانة المصلحة الإسرائيلية لفرض واقع جديد تتقرب فيه من أطراف يمكن أن تقبل بما تريد من الصفقات والاتفاقات
طويلة الأجل! لكن وبصراحة متناهية فإن تراجع الوضع وما وصلت إليه حركة فتح لا تتحمله إسرائيل وحدها التي و فرت و وجدت البيئة المناسبة المتمثلة في صراع قيادة الحركة، و في الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي كان لهم دور فيه بالتكافل والتضامن مع أعداء الحركة والحاقدين والحاسدين والطامعين والمستهدفين لحركة فتح والتاريخ الفلسطيني بما حمله من مناضلين أشداء وشهداء وجرحى.

و من هنا لا بد من صيحة و توجيه نداء قد يكون الأخير إلى قيادة حركة فتح وكوادرها وعناصرها وأولادها في هذا الوقت العصيب ومفترق طرق للعودة من جديد إلى الهدف الذي انطلقت من أجله الثورة الفلسطينية، ونكران الذات والترفع عن أي مصالح ضيقة في محاولة لإعادة ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي، ودعوة الجميع حتى كل من تم اقصائهم وإبعادهم وتهميشهم من القيادات والكوادر كافة، وتحديد واختيار الكفاءات التي يجب أن تتبوأ المواقع دون أي حسابات هذا محسوب على فلان، وذاك على علان أو انتظار أي منافع اخرى لأن الطريق طويل وطويل جداً ويحتاج إلى صمود وصبر كبيران وتضحيات جسيمة لوطن يستحق من الجميع أن نفكر فيه لا في أنفسنا لأننا في مرحلة شديدة الصعوبة تحتاج إلى العقل المفكر، والساعد القوي خاصة وأن فتح في هذه الظروف تنحدر للأسفل وتتكالب عليها أطراف متعددة من أشباه المناضلين وجهات خارجية واقليمية وعربية لإسقاطها لأنها تمثل العقبة الأخيرة أمام مخططات تستهدف استبدال التاريخ، وقد يكون القضاء عليها المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية والثوابت وأسس الحل المقنع إذ أن هناك من يمكن أن يقبل بأنصاف الحلول، وهو ما ترفضه فتح بدون إفتراءات وأكاذيب القصد منها تشويه الموقف الوطني لحركة فتح. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد مع هذا المقال الممل جدا!!

كاتم الصوت: البيت الفتحاوي والصراع مع الوقت في ايجاد الفرصة الأخيرة أو النهاية المؤلمة.

كلام في سرك: من الضروريات التراجع عن قرارات كانت سريعة و تصفية الحسابات الخاطئة وافساح المجال لعودة الجميع.

رسالة: فتح ليست شركة خاصة ولا شركة أبوكم احترموا أنفسكم أولاً ورحم الله امرىء عرف قدر نفسه. (أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24