رسالة تهديدية من حزب الله لإسرائيل بشأن "الغجر".. ما فحواها؟

رسالة تهديدية من حزب الله لإسرائيل بشأن "الغجر"
رسالة تهديدية من حزب الله لإسرائيل بشأن "الغجر"

تصاعدت التوترات على الحدود اللبنانية الجنوبية، ولا تزال اليقظة حاضرة وتتصاعد، في ظل تداول الرسائل عبر قنوات دبلوماسية مختلفة تسعى لاحتواء أي تصعيد متوقع يمكن أن يشتد الجدل القائم، لاسيما وأن حزب الله يصر على إقامة خيمتين نصبهما خلف الخط الأزرق.

في الوقت نفسه، عملت إسرائيل على إعلان ضم الغجر، مع الأخذ في الاعتبار أن لبنان يلتزم بمبدأ ملكية اللبنانيين للجزء الشمالي من الغجر، وسوريا الجزء الآخر.

رفض كل الوساطات

2.jpg
 

وحتى هذا الوقت رفض "حزب الله" قبول كل الوساطات التي تجرى معه بهدف إزالة الخيم أو نقلها حتى على بعد أمتار قليلة إلى الخلف، ومن جهة أخرى، رداً على إعلان إسرائيل عن ضم قرية الغجر، أشارت المصادر إلى أن "حزب الله" وجه تحذيراً واضحاً لإعادة الأوضاع في قرية الغجر إلى ما كانت عليه قبل ضمها.

وتحتوي "الرسالة" على تهديد واضح بأنه إذا لم يتم العمل لإزالة الزحف أو التعدي الإسرائيلي والسماح للبنانيين بالعيش هناك بشكل طبيعي، فسوف يقوم بعملية عسكرية أو أمنية، لأنه لا يمكن القبول بذلك ويعتقد أن هذه أراضي لبنانية يجب تحريرها.

تهديد لإسرائيل

وبسبب هذا التهديد تسعى عدد من الجهات العالمية معالجة الأزمة، خصوصًا وأن الأجواء الدولية برمتها تشير إلى أن أياً من الطرفين لا يريد الحرب، بينما يعتبر "حزب الله" أن إسرائيل أعجز من أن تقدم على أي خيار عسكري بسبب أزماتها الداخلية السياسية، وأيضًا بسبب انشغالها بعمليات المقاومة في الأراضي الفلسطينية، خاصًة أن الجزء الأكبر من الجيش العسكري موجود في الضفة وعلى حدود غزة، وبالتالي لا يوجد استعداد إسرائيلي للحرب، لاسيما وأن أي حرب مع الحزب ستكون مكلفة للغاية وستكون عواقبها خطيرة.

مواجهة عسكرية محتملة

1.jpg
 

ورغم هذه الأجواء، كثيرا ما تسرب "وسائل الإعلام العبرية" عن احتمال وقوع مواجهة عسكرية على الجبهة الشمالية، لكن مصادر دبلوماسية تستبعد ذلك، وتؤكد إن كل الجهود العالمية تهدف إلى منع أي تفجير أو أي تصعيد.

وعلى الجهة الأخرى، يبدو أن "حزب الله" يصر على فرض حقائق جديدة تثبت من خلالها أن المناطق الواقعة وراء الخط الأزرق، أي خط الانسحاب عام 2000، هي أراض لبنانية، وهذا ما يريد تأكيده قبل أي طرح لفكرة الترسيم البرّي.

تفتح قضية "الغجر" والتطورات على طول الحدود الجنوبية نقاشا بشأن مصير عملية الترسيم هناك، وطريقة التعامل مع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولاسيما أن لبنان يتمسك بهويته اللبنانية خلافا للرواية الإسرائيلية التي عملت على ضمها مع ضم الجولان.

مفاوضات سابقة

وفي هذا الصدد، جرت مفاوضات سابقة على المستوى الدولي لإيجاد صيغة لحل مشكلة هذه المناطق والأراضي، وكانت الفكرة تقوم على إيجاد حل لـ "مزارع شبعا" و"تلال كفرشوبا" التي تغطي مساحة من 200 كيلومتر مربع.

وتدور المحادثات والمفاوضات بشأن سحب إسرائيل 50 كيلومترا مربعا للبنان، و 50 كيلومترا لسوريا مقابل 50 كيلومترا مربعا لمصلحتها.

ويخضع باقي الإقليم لرعاية وسيطرة الأمم المتحدة، لكن الطريق طويل، وهذا لا يعني بالضرورة الوصول إلى التسوية أو حل هذا هو المسار الذي يربط بملفات أوسع.

الجريدة